الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقه الأئمة الأعلام امتداد لفقه الصحابة وتابعيهم، وسر انتشار فقههم

السؤال

لماذا المسلون في العصر الحالي يقتصرون على أربعة علماء فقط؛ (مالك والشافعي وأحمد وأبو حنيفة)، بل إن اجتهادات هؤلاء العلماء مدونة ويتم تدارسها أكثر من اجتهادات الصحابة.
ويتم ذكر هؤلاء أكثر من ذكر الصحابة، وفي موقعكم أقرأ أقوالهم كثيرا، ولكن لم أقرأ قولا لأبي بكر أو ابن عباس أو عمر بن الخطاب، وهذا يجعل إيماني يتزعزع، ويثير الشبهة في نفسي لأن الصحابة أولى بالاتباع ممن هم أقل منزلة وفضلا، والصحابة أفقه في دين الله من غيرهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن الصحابة رضي الله عنهم أفضل ممن بعدهم، سواء الأئمة الأربعة أو غيرهم ! ولا تتعارض هذه الفضيلة مع مدارسة فقه الأئمة، فإنه في حقيقة الأمر امتداد لفقه الصحابة وتابعيهم، لم يخرج عنه ولم يتجاوزه.
وأما سبب الاعتماد على فقه هؤلاء الأئمة دون غيرهم في الغالب، فهو شمول المنقول عنهم لأبواب الفقه جميعها، وتدوين هذا الفقه وضبطه من قبل أصحاب كل مذهب. فسهل تناقله من جيل إلى جيل، بخلاف فقه الصحابة رضي الله عنهم، فإن المنقول منه عبارة عن فتاوى وأحكام متفرقة ومبثوثة في بطون الكتب، ولم يُدوَّن لأحد منهم كتاب في الفقه يجمع كل مسائله.
والمقصود أن مدارسة فقه الأئمة لا يعني تفضيلهم أو تقديمهم على الصحابة، كما لا يعني أن فقههم مخالف لفقه الصحابة رضي الله عنهم.
هذا .. وقد جرت في هذا العصر عدة محاولات لجمع فقه كبار الصحابة كل على حدته، كالخلفاء الراشدين، والمكثرين من الصحابة كعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس. وممن قدم عدة موسوعات في هذا الجانب الدكتور/ محمد رواس قلعه جي. كما قام أربعة من الباحثين في جامعة أم القرى بجمع فقه أبي بكر الصديق في رسائل علمية لنيل درجة التخصص (الماجستير). وراجع للفائدة الفتويين: 7763، 31408.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني