الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال: والله العظيم لن أجلس معهم، علي الطلاق لن أجلس معهم

السؤال

أثارت الغيرة زوجتي، فاتهمتني أنني أهتم بزوجة صديقي، وهم أسرة نجتمع معهم أسبوعيا. وقلبت حياتي جحيما. كل مرة نجلس معهم، تحدث مشكلة كبيرة، تستمر عدة أيام. وآخر مرة أثارت غضبي بشدة، حتى إنني قلت باللفظ: والله العظيم لن أجلس معهم، علي الطلاق لن أجلس معهم. وكررتها عدة مرات.
فأقسمت على نفسي بعدم الجلوس، وكنت أنوي فقط القسم، والتأكيد لها أنني فقط أهتم بها. وبعد ذلك بعدة أيام هدأت زوجتي، وأيقنت أنها كانت مخطئة، وطلبت مني أن أجلس معهم، فأخبرتها أن اليمين يمنعني، علما بأن تلك الأسرة لا تعلم عن الموضوع شيئا، وأن رب الأسرة صديق حميم لي منذ 23 سنة.
أفتوني في يميني، حيث لم أقصد به الطلاق، بل أقسمت به على نفسي؛ لأثبت لها أنني فقط أهتم بها.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجمهور أهل العلم على أنّ من حلف بالطلاق، وحنث في يمينه، طلقت زوجته، سواء كان قاصدا الطلاق، أو قاصدا مجرد التهديد، أو التأكيد ونحوه، وبعض أهل العلم يجعل الحالف بالطلاق للتهديد، أو التأكيد كالحالف بالله، فإذا حنث في يمينه، لزمته كفارة يمين، ولم يلزمه طلاق، والمفتى به عندنا هو قول الجمهور؛ وانظر الفتوى رقم: 11592
وعليه، فالمفتى به عندنا أنّك إذا جالست هؤلاء الناس الذين حلفت على ترك مجالستهم؛ طلقت زوجتك.

واعلم أنّ الاختلاط بين العائلات على الوجه المذكور، يؤدي إلى مفاسد وشرور عظيمة؛ وراجع الفتوى رقم: 98295
كما ننبهك إلى أن الحلف المشروع هو الحلف بالله تعالى، وأما الحلف بالطلاق فهو من أيمان الفساق، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه؛ وانظر الفتوى رقم: 138777
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني