الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة القرآن بالتدبر هي المقصود الأعظم والمطلوب الأهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة أعيش في دولة أجنبية مشكلتي أني عندما أقرأ القرآن أجد صعوبة في الفهم وعندما أقرأ التفسير أواجه نفس المشكلة هل أحصل على حسنات عند قراءة القرآن وأنا لا أفهم ما أقرأ ؟؟؟؟ ماهو الحل لمشكلتي ؟؟؟ وجزاكم الله خيراً...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتسن القراءة بالتدبر والتفهم لأن المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم هو الفهم والاعتبار، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [صّ:29].
وقال سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24].
وتدبر القرآن هو التفكر في معاني ألفاظه وآياته، وتأمل الأوامر والنواهي والقصص والأمثال، والاعتبار بكل ما فيه، وكل مسلم مطلوب منه تدبر القرآن بقدر وسعه وطاقته، كما هو مبين في الفتوى رقم:
9186.
ومما يعين على تدبره أمور مبينة في الفتوى رقم:
22597.
ومن فاته تدبر القرآن فقد فاته أجر عظيم ونفع كبير؛ لكن أجر تلاوته للقرآن لا يفوته بل هو مأجور على تلاوته، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد الخلاف بين العلماء في أيهما أفضل السرعة بالقراءة مع كثرتها أم قلة القراءة مع ترتيلها وتدبرها؟ فأجاب: والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدراً وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبداً قيمته نفيسة، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة. انتهى
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني