الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بإحدى خصيتيه ولا يستطيع الزواج ويقوم بالاستمناء بديلا عنه

السؤال

عندي خصية واحدة ومصاب في الأخرى وقال لي الطبيب إنني لن أستطيع الزواج لأن عندي ما يمنعنى منه، وذلك يشغل تفكيري في عملي، حيث قل إنتاجي في العمل، كما أنني أمارس الاستمناء بديلا عن الزواج، وعندي إحباط، فتركت العمل، فهل ذلك هو الحل الشرعي مع التعامل مع المشكلة، وكيف سأعمل وأنا محبط؟ وهل العمل مفيد لمثلي؟ أم لا قيمة له؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ندري هل ما ذكره لك الطبيب صحيح أم لا، وعلى كل حال فممارسة الاستمناء ليست حلا، لأن الاستمناء محرم، ولا خير ولا حل في ارتكاب ما حرمه الله تعالى، وانظر الفتويين رقم: 7170، ورقم: 52466 .

ومما ننصحك به أن تتوكل على الله تعالى وتتزوج فربما يكون تقدير الطبيب غير صحيح، وإذا افترضنا أنك لا تستطيع الزواج فعلا فعليك أن تأخذ بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من عجز عن الزواج، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 121913.

وعليك أن تصبر لحكم الله وترضى بقضاء الله، فإن الله سبحانه لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان قضاؤه خيرا له، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}.

قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

وأحسن ظنك بربك تعالى، فإنه قادر على شفائك من هذا المرض وأن يصيرك طبيعيا لا علة بك، فالجأ إليه سبحانه وادعه واحرص على التداوي، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستقبل حياتك بجد ونشاط ودع عنك الإحباط، بل كن متفائلا محسنا للظن بربك تعالى، واجتهد في عملك لعلك أن تنفع بذلك نفسك ومن يحتاج إليك، ولعلك أن تتصدق أو تفعل معروفا، ولعل الله يرفع ما بك من البلاء فتتزوج ويولد لك بإذنه تعالى، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونوصيك بالتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا فستجد عندهم بإذن الله تعالى ما يفيدك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني