الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتبر قرار زوجته بارتداء النقاب تحديا له

السؤال

أعيش في السعودية الآن وأرى أخوات كثيرات منتقبات، وأصبحت أرغب في ارتداء النقاب في السعودية لإحساسي بأن حجابي ملفت للنظر خصوصا في الأماكن العامة التي يغلب فيها ارتداء النقاب، وزوجي يرفض ذلك بشدة وسمح لي بارتدائه عندما لا يكون معي في الأسواق مثلا وبعد فترة من محاولة إقناعه وعدم نجاحي في ذلك ارتديته فغضب واعتبر ذلك عدم طاعة له و تحديا له، وعندما رآني مصرة على ذلك قال لي افعلي ما يحلو لك، لكنه لا يتحدث معي في البيت إلا بالسلام وإذا سألته عن شيء أو قلت له شيئا فإنه يرد فقط بالشيء اليسير وهو غير راض عن قراري، أرغب في ارتداء النقاب لكنني أشعر بالتردد أحيانا وأحاول أن أجبر نفسي على ذلك وألزمها، وعندما أقرأ أدلة القائلين بوجوبه والقائلين باستحبابه وعدم وجوبه لا أستطيع الثبات على رأي أحدهم، فهل إذا أخذت بالقول الذي يوجب ارتداءه في الدول التي يغلب عليها النقاب كالسعودية وأخذت برأي من يرى عدم وجوبه في الدول التي يكون فيها كشف الوجه من المتعارف عليه أكون آثمة ومتتبعة للرخص التي توافق هوى النفس؟ أم هذا جائز لأنني بارتداء العباءة الفضفاضة وغطاء الرأس السابغ لا أكون ملفتة للنظر أبدا في الدول التي فيها كشف الوجه من المتعارف عليه؟ وهل أستطيع الاكتفاء بارتداء النقاب في السعودية دون الكفين، لأن الغالبية يفعلون ذلك؟.
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في حكم تغطية الوجه والكفين، وقد ذكرنا أقوالهم في ذلك ورجحنا القول بالوجوب في الفتوى رقم: 4470.

والعامي من المسلمين يعمل بقول من يفتيه ممن يثق بعلمه، فإذا أفتاه بالوجوب لزمه التزام ذلك، وبخصوص منع الزوج زوجته من الالتزام بالنقاب راجعي الفتويين رقم: 107108، ورقم: 7846.

وإنه لمن المنكر أن يهجر الزوج زوجته لالتزامها بطاعة من الطاعات، وإنما ينبغي أن يكون شاكرا لها ومعينا على ذلك. وكما يجب على المرأة ستر وجهها يجب عليها كذلك ستر كفيها، وانظري الفتوى رقم: 192921.

وننصح الزوجين بتحري الحكمة والحوار بينهما بالحسنى، وأن يكون الهدف معرفة الحق والاهتداء به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني