الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو القدْر الذي يصومه من لا يستطيع الباءة؟

السؤال

قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... ومن لم يستطع فعليه بالصوم. فما معنى الباءة؟ وهل هي المال أم الاستطاعة الجسدية والمسؤولية؟ وهل الصيام يكون حتى الزواج يعني يوميا؟ أم صيام الاثنين والخميس؟ أو كصيام نبي الله داود حيث كان يصوم يوما ويفطر يوما؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث الذي أشار إليه السائل هو عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.

والباءة تشمل الاستطاعة والقدرة على تحمل أعباء الزواج وتكاليفه المالية والجسدية ـ ومنها الجماع والقيام بالمسؤولية. وانظر الفتوى رقم: 155385.

وأما الصيام هنا: فهو للاستحباب وليس للوجوب، فقد جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال عند شرح قوله صلى الله عليه وسلم: ومن لم يستطع فعليه بالصيام ـ مستدلا لعدم وجوب النكاح قال: وإذا كان الصوم الذى هو بدل عن النكاح ليس بواجب، فمبدله مثله. اهـ.

ولا يمكننا تحديده بزمن أو قدر معين، لعدم ورود نص بذلك، وإنما يكون حسب الحاجة وما يكسر الشهوة، ويمكن أن يحصل ذلك بصيام الأيام الفاضلة المرغب في صومها كيومي الاثنين والخميس والأيام البيض وما أشبه ذلك، أو بصيام داود ـ عليه السلام ـ الذي كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، كما ثبت في الحديث المتفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني