الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كثيرًا ما أجد بعض الأشخاص بعد أن ‏يتوفى لهم قريب، أو تحدث لهم ‏مصيبة في حياتهم، يكتبون في مواقع ‏التواصل الاجتماعي ما معناه تمني ‏عودة الزمن، وعدم حدوث هذه ‏المصيبة، أو مناداة الزمان، ‏ومخاطبته بالعودة، والرجوع، ومحو ‏هذه الأحداث مثل: يا زماني ارجع ‏اشتقنا لأحبابنا، أو لماذا يا زمن تفرقنا ‏عن أحبابنا، أو يا زمن انظر حالي ‏بعد موته، أو ما ماثلها من كلمات، ‏فهل مثل هذه العبارات تجوز أم إنها ‏تدخل في التعدي على حق الله تعالى؟ ‏لأنني أحزن، ويصيبني بعض من ‏الغضب حينما أرى مثل تلك ‏الكلمات، وماذا يجب عليّ أن أفعل ‏حين أرى مثل هذا الفعل؟ وشكرًا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتتفاوت تلك العبارات المذكورة، ونحوها، في الحكم، فما كان منها على وجه التسخط على أقدار الله، فهو محرم. وأما ما كان على وجه الشكاية المجردة، فليس بحرام، وإن كان الأفضل تركه.

وبخصوص العبارة الأولى، فهي من تمني المستحيل، وإظهار التحسر، وهذا وإن كان بمجرده ليس حرامًا، إلا أن تركه أفضل. أما إن كان ذلك على سبيل التسخط، وعدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، فإنه لا يجوز كما تقدم.

وأما العبارة الثانية، فتتضمن التسخط، والاعتراض على قدر الله، وهذا لا يجوز، وانظر الفتويين: 23586، 50029.

وأما العبارة الثالثة ففيها إظهار للجزع والتفجع، والكلام فيها على التفصيل السابق ذكره في العبارة الأولى.

ويجب الإنكار على أصحاب العبارات المستلزمة للتسخط، والاعتراض على أقدار الله؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وقد ذكرنا طرفا من آداب النصح في الفتوى رقم: 13288.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني