الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم المرأة بكشف وجهها؟

السؤال

نحن في ليبيا غير منتشر عندنا بكثرة تغطية الوجه، خصوصًا غير المتزوجات، وأنا أعلم أن هذا الموضوع ـ تغطية الوجه والكفين ـ فيه اختلاف بين العلماء، وقرأت فيه، ولم أتوصل إلى نتيجة، فأقرأ في آرائهم ولا أستطيع أن أصل إلى الشيء الصحيح، فأود منكم ـ بارك الله فيكم ـ أن تستخلصوا لي من أقوالهم وآرائهم فتوى واضحة: هل آنا آثمة بعدم تغطية وجهي؟ وهل لي أن آخذ بالرأي الذي يبيح كشف الوجه والكفين؟ علمًا أنني ـ والفضل لله ـ أحرص قدر المستطاع أن يكون حجابي طويلًا ـ عباءة ـ وغير شفاف، وغير ضيق، وحتى في الدراسة -بفضل الله عز وجل- لا أجد مضايقات إلا نادرًا جدًّا، فأفيدوني -أفادكم الله- فهذا الموضوع قد أرقني، وتطبيقه صعب جدًّا خصوصًا من ناحية الأهل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في حكم كشف وجه المرأة بحيث يراها الأجنبي، فذهب بعضهم إلى جواز كشفه، وقد ذكرنا شيئًا من أدلتهم في الفتوى رقم: 54689.

وذهب آخرون إلى عدم جوازه، وأنه يجب على المرأة ستر وجهها عن الأجانب، وهو المفتى به عندنا، وانظري الفتويين رقم: 4470، ورقم: 164723.

وأما هل ستأثمين بكشفه؟ فجواب هذا ينبني على الخلاف الذي ذكرناه، وكشف المرأة وجهها إثم فيما نرى نحن، ونفتي به، لكن إن عملت بقول علماء أفتوك بجواز الكشف من غير تتبع للرخص، فإنك لا تأثمين، وننصحك بأن تلبسي ما يسمى عندكم في ليبيا بالفراشية، فهي ساترة لكل البدن بما في ذلك الوجه، وإنما تفتح المرأة منه ما ترى به بعين واحدة، ولا يراها الرجال بذلك، فهي لباس مألوف عندكم يلبسه النساء، ويحصل به المقصود من الستر بما في ذلك ستر الوجه، بل الذي بلغنا وتحققنا منه أن لبس الخمار والعباءة صار أمرًا شائعًا في ليبيا، لا ينكر على من لبسته، ومن اتقى الله جعل له مخرجًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني