الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح التكفير عن النذر عند القدرة عليه؟

السؤال

راجعت كل ما يتعلق بالنذر، وأريد جوابًا -أرجو من الله أن يوفقني للعمل به-: كنت طالبًا للعلم، وفي بلدي كانت هناك حرب داخلية، والأوضاع صعبة، ونذرت إن أكملت دراستي بسلام أن أصوم كل اثنين وخميس ما دمت حيًّا، وأن أقرأ كل ليلة مائة آية من القرآن، وفعلًا أكملت دراستي، وصمت شهرًا أو شهرين، ولكنني تركت النذر، وقد مضى الآن أكثر من عشر سنين، وأنا أصوم وأفطر، وأما القرآن: فما زلت مداومًا عليه، بل إنني أقدر على أكثر من ذلك، والمشكلة أنني أريد أن أكفر عن نذري، ووالله لا أقصد تعدي حدود الله ـ أستغفر الله ـ ولكنني نادم على نذري، ولم أفكر أنذك فيما يجري من الالتزام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 56564، كراهة كثير من أهل العلم الإقدام على النذر، وخاصة النذر المعلق على حصول شيء، مع اتفاقهم على وجوب الوفاء به في الطاعة؛ لقول الله تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ {الحج:29}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه. رواه البخاري.

ولذلك، فإن عليك الوفاء بنذرك على الكيفية التي نذرته بها ما دمت تستطيع ذلك؛ لتحقق ما علقته عليه من إكمال الدراسة بسلام، وعليك أيضًا أن تقضي ما أفطرت فيه من أيام النذر لوجوب الوفاء.

وأما قولك: أريد أن أكفر عن نذري.. فجوابه أنه لا يصح لك أن تكفر بدلًا عن فعل هذا النذر، وإنما يلزمك الوفاء به كما نذرت، إلا إذا عجزت عنه عجزًا تامًا لا يرجى زواله، ففي هذه الحالة تكفر عنه كفارة يمين؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفارة النذر كفارة اليمين. رواه مسلم. أي كفارته عند العجز عنه، ولما رواه أبو داود عن ابن عباس مرفوعًا: ومن نذر نذرًا لا يطيقه، فكفارته كفارة يمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني