الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة بين كتب في السيرة التاريخ والأدب

السؤال

جزاكم الله كل خير على هذا الموقع ‏الرائع.‏
‏ سأقتني مجموعة كتب، وأريد اختيار ‏الأفضل بينها:‏
‏1-أيهما أولى في السيرة: زاد المعاد، ‏أم السيرة لابن هشام؟
‏2-وفي التاريخ: البداية والنهاية، أم ‏الكامل، أم تاريخ ابن خلدون؟
‏3-وفي الأدب: العقد الفريد، أم عيون ‏الأخبار، أم الأمالي أم ماذا؟
فأتمنى اختيار الأفضل لي، وذكر ‏السبب.‏
‏ وشكرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كتاب (زاد المعاد) أغزر فائدة، وأنفع لقارئه، من سيرة ابن هشام؛ لأن ابن القيم في كتابه لا يكتفي بسرد الأحداث، وإنما يذكر فوائدها، وفقهها، ويعلق عليها بما ينفع القارئ، هذا مع سلاسة الأسلوب، ووضوح العبارة.

ثم إن هذا الكتاب لا يقتصر على السيرة النبوية، بل فيه بيان هدي النبي صلى الله في العبادات وغيرها، وبيان حكمه، وفتاويه صلى الله عليه وسلم في الوقائع المختلفة، بالإضافة إلى الجزء المتعلق بالطب النبوي.
وأما التاريخ فالذي نراه أن كتاب (البداية والنهاية) أولى بالاقتناء مما ذكر معه من كتب، لأن الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ مع كونه إماما جامعا من أئمة السنة، قد أفاد في كتابه هذا بخدمة جانب النقد الحديثي، ونقد المرويات التاريخية، وتمحيص كثير منها.
وأما كتب الأدب التي ذكرها السائل: العقد الفريد، وعيون الأخبار، وأمالي القالي.

فكلها من أركان كتب الأدب ومهماته، فإن كان لا بد من الترجيح بينها، فنختار لك كتاب ابن قتيبة، لمكانة مؤلفه، وسابقته، وسلامة منهجه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ابن قتيبة هو من المنتسبين إلى أحمد، وإسحاق، والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة، وله في ذلك مصنفات متعددة.

قال فيه صاحب كتاب " التحديث بمناقب أهل الحديث ": وهو أحد أعلام الأئمة، والعلماء، والفضلاء أجودهم تصنيفا، وأحسنهم ترصيفا، له زهاء ثلاثمائة مصنف، وكان يميل إلى مذهب أحمد وإسحاق، وكان معاصرا لإبراهيم الحربي، ومحمد بن نصر المروزي، وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون: من استجاز الوقيعة في ابن قتيبة يتهم بالزندقة، ويقولون: كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه، فلا خير فيه. قلت: ويقال هو لأهل السنة مثل الجاحظ للمعتزلة، فإنه خطيب السنة، كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني