الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما معنى تكرار لفظ النقل عن المحدثين؟

السؤال

ما معنى تكرار لفظ النقل عن المحدثين، كقول إسحاق بن راهويه في مسنده: أخبرنا، أخبرنا، أو البيهقي: أخبرنا، أخبرنا، فما معنى هذا التكرار؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم نقف بعد البحث على من نبه على وجود هذا التكرار في بعض كتب الحديث، وحسبما وقفنا عليه من أمثلة، فقد يكون سبب ذلك أن بعض الرواة قد حذف الراوي الذي يحدث عنه -أي: شيخه- لشهرته أنه الراوي عنه هذا الكتاب مثلًا، وقد وقفنا على مثال لذلك.

ففي مسند الإمام أحمد، في الطبعة التي حققها الشيخ أحمد شاكر جاء الحديث رقم (909) من مسند علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- ما نصه: حدثنا حدثنا عبد الله بن عون حدثنا مبارك بن سعيد أخو سفيان، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير الهَمْداني، قال: سمعت عليًّا يقول على المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: فذكر أبا بكر، ثم قال: ألا أخبركم بالثاني؟ قال: فذكر عمر، ثم قال: لو شئت لأنباتكم بالثالث، قال: وسكت، فرأينا أنه يعني نفسه، فقلت: أنت سمعته يقول هذا؟ قال: نعم ورب الكعبة، وإلا صُمَّتا.

وجاء الحديث نفسه في نسخة المسند التي حققها الشيخ شعيب الأرنؤوط، وآخرون: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: عَلَى الْمِنْبَرِ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا ... الحديث.

فبالجمع بين النسختين يتضح أن (حدثنا حدثنا) التي في نسخة الشيخ أحمد شاكر قد حذف منها أبو بكر القطيعي راوي المسند عن عبد الله بن الإمام أحمد من روى عنه، وهو عبد الله، فيكون التقدير: قال القطيعي حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله بن عون.

ولا يبعد أن يوجد هذا التكرار -في بعض الأحيان- ويكون خطأ من بعض النساخ، أو الطابعين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني