الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سب الصحابة أو علماء الدين ردة يلزم صاحبها نطق الشهادتين والاغتسال؟

السؤال

هل سب الصحابة أو علماء الدين فعل مخرج من الملة؟ ومن فعله يجب عليه النطق بالشهادتين والاغتسال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم تفصيل القول في حكم سب الصحابة في الفتوى رقم: 70466 وما أحيل عليه فيها.

وأما سب أهل العلم، فمزلة عظيمة، وباب من أبواب الفتنة في الدين، وإن كان سباب المسلمين عامة فسقًا، فما بالك بسب العلماء وحملة الشريعة؟!

قال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: الكلام في أهل العلم ليس كالكلام في عامة الناس، الكلام في عامة الناس ربما يجرح الرجل نفسه، لكن الكلام في أهل العلم جرح في العلماء، وجرح فيما يحملونه من الشريعة؛ لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم، والخوض فيهم. اهـ.

وقال أيضًا: بتوقير العلماء توقر الشريعة؛ لأنهم حاملوها، وبإهانة العلماء تهان الشريعة؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا من أعين الناس؛ ذلت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كل إنسان يحتقرهم، ويزدريهم فتضيع الشريعة اهـ. وراجعي الفتويين: 19536، 131895.

ولكن سب آحاد أهل العلم لا يبلغ درجة الكفر، اللهم إلا أن يُسَبَّ لأجل ما يحمله من علوم الدين والشرع الحنيف، فهذا يكون في حقيقة الأمر بغضًا وطعنًا في الشرع، وقد قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد: 9].

وأما مسألة النطق بالشهادتين، والاغتسال، فهذا إنما يلزم من حكمنا بكفره، ووقع في الردة، على أن غسل المرتد، وكذلك الكافر الأصلي إذا أسلم، قد اختلف أهل العلم في وجوبه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 76190.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني