الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في وجهي تشوهات أغطيها بشعري، فما حكم كشف شعري؟

السؤال

أنا فتاة في 20 من عمري، عندما كنت صغيرة تعرضت لحادثة أدت إلى بعض التشوهات في وجهي، وحلمي أن أرتدي الحجاب، لكن الشعر يغطي الكثير من التشوه، وعيون المجتمع لا ترحم، والانتقادات التي أسمعها تؤلمني كثيرًا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، واعملي أن تغطية المرأة لشعرها واجب باتفاق العلماء، قال ابن حزم: واتفقوا على أن شعر الحرة، وجسمها حاشا وجهها ويدها عورة. اهـ.

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ارتداء المرأة الحرة الخمار بوجه عام واجب شرعًا؛ لأن شعر رأسها عورة باتفاق. اهـ.

وما ذكرته من وجود تشوهات في الوجه تغطيها بشعرك لا يبيح لك كشف شعرك؛ لأن ستر شعر المرأة واجب باتفاق، فضلًا عن أن تغطية المرأة لوجهها واجب عند جمع من العلماء كذلك، فاستعيني بالله، وامتثلي أمره في الحجاب.

وأما انتقاد الناس لك: فالله عز وجل سيكفيك إياه إن صدقت في الاستجابة لأمره، فقد أخرج الترمذي في سننه: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الوهاب بن الورد، عن رجل، من أهل المدينة قال: كتب معاوية إلى عائشة أم المؤمنين أن اكتبي إلي كتابًا توصيني فيه، ولا تكثري علي، فكتبت عائشة إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام عليك ـ حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها كتبت إلى معاوية، فذكر الحديث بمعناه، ولم يرفعه. اهـ.

وانظري كلامًا نفيسًا لابن القيم ـ رحمه الله ـ حول إيثار رضى الله عز وجل على غيره في الفتوى رقم: 224908.

وراجعي كذلك للفائدة الفتوى رقم: 116488.

وننبهك الى أنه لا حرج عليك في علاج هذه التشوهات، ورد الأمر إلى طبيعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني