الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من كان يتأثر ويعجب بصلاة النصارى ويقلدهم ثم تاب

السؤال

يا شيخ: ما حكم من كان عاصياً لله ثم تاب، وبعد مرور سنين تذكر ذنبا وهو أنه عندما كان يشاهد المسلسلات النصرانية كان يتأثر بطريقة صلاتهم فيعجب بها ويقلدهم، لكنه لا يقول كما يقولون من كفريات، بل يقول اللهم اغفر لي وهكذا، ويعلم أنهم على باطل، ومرة يقلدهم لأنه يريد أن يعرف بماذا يشعرون إذا أغمضوا أعينهم، ويقلدهم في لبس الراهبات، وقد سأل فقيل له بأن الإعجاب بسبب الحركة لا يُكفر لكنه قرأ أن من انخرط في جيش الكفار وهو يريد خداعهم وقتلهم يكفر بفعله، فكيف بفعله الذي هو أعظم بكثير؟ وهو مصاب بالوسواس، ولا يعلم هل كان بسبب الإعجاب بعبادتهم أم حركاتهم في العبادة؟ وما معنى الإعجاب بذات العبادة؟ وهو نادم أشد الندم ولا يريد العودة لهذا الذنب حتى لو عُذب. وما حكم صلاته التي مضت وهو لم يعلم بهذا الذنب؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى هذا الشخص الموسوس أن يعرض عن الوساوس وأن يتجاهلها وألا يسترسل معها ولا يلتفت إلى شيء منها. وليعلم أن العبد إذا تاب إلى ربه توبة صادقة محت توبته ذنبه، وصار كمن لم يذنب مهما كان ذنبه عظيما، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فأيا ما كان الأمر، ومهما كان ذنب هذا الشخص سواء ارتكب كفرا أو لم يرتكب، فإنه مادام قد تاب إلى ربه تعالى، فليعرض عن تلك الوساوس، وليحسن ظنه بربه، وليقبل على عبادته مجتهدا في طاعته، مكثرا من الحسنات الماحية، عالما أن الله تعالى غفور رحيم، وأنه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني