الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بأي الآراء يأخذ المسلم إذا اختلف العلماء في تفسير الآية

السؤال

عندما نقرأ في كتب التفسير ونرى اختلافا في تفسير الآية الواحدة، فهل هذا يعني أن واحدة منها صائبة وما يخالفها خاطئ؟ وكيف نعرف الصحيح منها؟ وبأيها يمكننا أن نحتج؟ وهل يصح أن نرفض حجة بنيت على أحد التفاسير بدعوى أن لها تفسيرا آخر؟ وما الضابط هنا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أهل التفسير المعتبرين ـ من السلف الصالح ومن تبعهم ـ لم يختلفوا في تفسير ما هو قطعي الدلالة، ولا في أصول الدين ولا في الفروع المعلومة من الدين بالضرورة، وأكثر اختلافهم هو اختلاف تنوع واجتهاد وتوسعة في المعنى وليس اختلاف تضاد، ومن أمثلة ذلك تفسيرهم: للصراط المستقيم ـ فقال بعضهم: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام وقال بعضهم: هو طاعة الله ورسوله... ولا تنافي بين هذه الأقوال، وقد يكون اختلافهم اختلاف تضاد فيما يحتمله النص ـ وهو قليل ـ ومن أمثلته اختلافهم في تفسير: ثلاثة قروء ـ فقد فسر بعضهم: القرء ـ بالطهر، وفسره بعضهم بالحيض قال الطبري في التفسير: واختلف أهل التأويل في تأويل القرء الذي عناه الله بقوله: يتربَّصن بأنفسهن ثلاثة قروء ـ فقال بعضهم: هو الحيض، وقال آخرون: بل القرء الذي أمر الله تعالى ذكره المطلقات أن يعتددن به: الطهر.

وكلا التفسيرين مقبول تحتمله ضوابط التفسير المقبول ولغة العرب التي نزل بها القرآن، لذلك لا حرج على من أخذ بأحد القولين أو الأقوال في مثل هذا النوع من الاختلاف، وسبق بيان ضوابط التفسير وأصوله رواية ودراية في الفتوى رقم: 8600، فنرجو أن تطلع عليها.

فكل تفسير يخالف هذه الضوابط يجب رفضه، وكل تفسير توفرت فيه فهو تفسير مقبول، ولا حرج على من أخذ منه أو احتج به ما لم يتبين له خطؤه، وصاحبه إما مجتهد مصيب له أجران، وإما مجتهد مخطئ له أجر اجتهاده وما بذل من الجهد للوصول إلى الحقيقة والصواب، قال النووي في حديث قصة بني قريظة المتفق عليه: فيه أنه لا يعنف المجتهد فيما فعله باجتهاده إذا بذل وسعه في الاجتهاد، وقد يستدل به على أن كل مجتهد مصيب. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني