الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة الفاتحة قبل الدعاء

السؤال

فضيلة الشيخ: لدي عادة وهي: ‏عندما أدعو الله في شيء ما، فإني ‏أذكر بعضًا من القرآن، والحديث في ‏دعائي، فقبل أن أبدأ في دعائي أقرأ ‏سورة الفاتحة من باب حمد الله، ‏وتعظيمه، والخضوع له،‏ وعندما أدعو الله ربي أن يغفر لي ‏ذنوبي، وأنا أعلم أن عندي ذنوبًا، ‏فأذكر في دعائي قول الله:(قل يا ‏عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا ‏تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر ‏الذنوب جميعًا إنه هو الغفور ‏الرحيم) وعندما أسأل الله أعلى درجات الجنة، ‏وأنا أعلم أني من الممكن أن لا ‏أستحقها، فأعلم بأن فضل الله واسع، وأذكر الحديث القدسي: (يا عبادي، ‏لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم ‏قاموا في صعيد واحد فسألوني، ‏فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ‏ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط ‏إذا أدخل البحر)‏ فأنا -يا فضيلة الشيخ- أحب أن أتذكر ‏بهذه الآيات، والأحاديث من القرآن ‏والسنة بأن فضل الله واسع، وهذا ‏يزيد من حسن ظني بالله،‏ فما صحة عملي هذا -جزاكم الله خير الجزاء-؟‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ما تفعله صحيح، لا حرج فيه؛ فان الشرع قد ندب إلى حسن ظن العبد بربه، ويقينه على استجابة الدعاء؛ ففي حديث الحاكم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

وحض كذلك على علو الهمة في الدعاء، فندب طالبي الجنة لسؤال الفردوس؛ وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها، قالوا: يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك، قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.

وأما الابتداء في دعائك بالفاتحة، فلا حرج عليك فيه؛ لأن الفاتحة تشتمل على الثناء على الله تعالى، وتمجيده، كما في صحيح مسلم وتقديم الثناء في الدعاء محمود في الدعاء، ولكنه لا ينبغي التزامك بما لم يثبت في السنة الالتزام به؛ لئلا يوقعك في البدعة الإضافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني