الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحة عدم ورود نداء الله تعالى بحرف النداء يا في القرآن

السؤال

ما السر في حذف ياء النداء قبل الدعاء في القرآن؟ تأمل الآيات: ربِ أرني أنظر إليك، ربنا أفرغ علينا صبرا، ربِ لا تذرني فردا، ربِ إن ابني من أهلي، رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. ففي مواطن الدعاء لم يرد في القرآن العظيم نداء الله تعالى بحرف النداء: يا ـ قبل رب البتة، وإنما بحذفها في كل القرآن، والسر البلاغي في ذلك: أن ياء النداء تستعمل لنداء البعيد، والله تعالى أقرب إلى عبده من حبل الوريد، فكان مقتضى البلاغة حذفها، قال تعالى: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد، وقال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ـ فهل علمت الآن قرب من تدعوه؟! قال تعالى: وَاسجُدْ وَاقتَرب ـ لستَ بحاجة للسَّفر لتقترب إليه، ولا يُشترط أن يكون صوتك عذباً، فقط اسجد تـكُن بين يديه، ثم اسألهُ ما تشاء، فما صحة هذه الرسالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فإن القرآن جاء فيه يا رب، كما في قوله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {الفرقان:30}، وقال تعالى: وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ {الزخرف:88}، ثم إن يا تستعمل لنداء القريب أحيانًا كما تستعمل لنداء البعيد، ومن ذلك خطابات كثيرة في القرآن من الله تعالى للرسل، جاء فيها: يا نوح، يا هود، يا إبراهيم، وخاطب موسى فرعون، فقال: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا {الإسراء:102}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني