الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكبائر.. عددها.. وسبب تخصيص الكبائر السبعة بالذكر

السؤال

هل الكبائر محصورة في السبع الموبقات؟ أم أن السبع الموبقات هي أعلاهن في الدرجة؟ أم أنها أكثر من ذلك؟ مع الدليل.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تنحصر الكبائر في سبع، وإنما خُصت السبع لفُحشها؛ قال النووي بعد حديث السبع الموبقات: قال العلماء - رحمهم الله -: ولا انحصار للكبائر في عدد مذكور، وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن الكبائر أسبع هي؟ فقال: هي إلى سبعين - ويروى إلى - سبعمائة أقرب. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الكبائر سبع. فالمراد به من الكبائر سبع، فإن هذه الصيغة - وإن كانت للعموم - فهي مخصوصة بلا شك، وإنما وقع الاقتصار على هذه السبع. وفي الرواية الأخرى: ثلاث. وفي الأخرى: أربع. لكونها من أفحش الكبائر مع كثرة وقوعها، لا سيما فيما كانت عليه الجاهلية، ولم يذكر في بعضها ما ذكر في الأخرى، وهذا مصرح بما ذكرته من أن المراد البعض، وقد جاء بعد هذا من الكبائر شتم الرجل والديه، وجاء في النميمة، وعدم الاستبراء من البول أنهما من الكبائر، وجاء في غير مسلم من الكبائر اليمين الغموس، واستحلال بيت الله الحرام ..... اهـ ثم أخذ يبين حد الكبيرة.

وقال الصنعاني في التنوير: واعلم أن مفهوم العدد هنا غير معتبر؛ لأنَّه قد عدَّ غير هذه من الموبقات؛ إلا أن يقال أنواع الهلاك مختلفة، فهذه أعظمها إيقاعًا في الهلاك، ثم المراد أنَّ كل واحدة منها موبقة؛ ولذا جمعها لأنها تشترك كلها في الإهلاك، واحتمال أنَّه صفة للمجموع من حيث هو بعيد. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني