الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حق المظلوم مطالبة ظالمه بتأدية ما عليه ومن حقه الدعاء عليه بقدر مظلمته

السؤال

أنا شاب سوري كنت في مصر في العام الماضي، وصديقة زوجتي نصحتنا بالهجرة إلى كندا عن طريق مكتب تعمل عنده في الأردن، وفي الشهر الأول من عام 2013 تم التعاقد مع صاحب المكتب على أن يقوم بإنهاء أوراقي وأوراق زوجتي للسفر إلى كندا في مدة أقصاها الشهر الخامس من عام 2013، ودفعت له كل ما نملك ـ مبلغ 2700 دولار أمريكي ـ على دفعتين، وفي الشهر الخامس لم يحصل شيء، وكان يعتذر عن التأخير فقط، وأنه أرسل إلى مكتب كندا والتأخير من الطرف الآخر، حتى الشهر الثامن حيث حصلت على فيزا إلى أمريكا للدراسة، فاتصلت به، وقلت له: إنني سوف أسافر لأمريكا، وأرغب باستكمال عملية الهجرة، فقال: إنه سوف يقوم بالاستمرار، وكل الأمور طبيعية، ولكن حصل بعض التأخير، وفي الشهر 10 اتصلت به، وقلت: أريد إلغاء الهجرة؛ لأنني سأتأخر عن العقد 5 أشهر، فقال: لا مشكلة وسوف يرد لي المبلغ، وهكذا حتى الشهر الأول من 2014 لم يحصل شيء، فاتصلت بالمكتب في كندا فقالوا لي: إنه لم يتم تقديم أي أوراق باسمي، ولا يوجد ملف، ولم يستلموا أموالًا مني، بل هو المسؤول الوحيد، وعند الاتصال بالسكرتيرة أصبحت تتهرب، وهو أيضًا لمدة 3 أشهر متتالية، وفي النهاية تمكنت من الاتصال به، وبالمحامي الخاص به، وتبين أنه لا يريد إرجاع الأموال، ولم يتقدم بأي ورقة، وليست لديه أي استمارة باسمي، وأصبح يهددنني لو كنت بالأردن لفعلت كذا، والآن المحامي الخاص به يتهرب أيضًا، وكل يوم في صلاتي أدعو عليه، وعلى السكرتيرة، فأرجو إبلاغي بما يجب أن أتصرف به شرعًا؟ وهل أترك حسابه ليوم القيامة؟ أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حقك مطالبته بما دفعته إليه، ويلزمه رده إليك لعدم وفائه بما التزم به بناء على ما ذكرت، ولا تحل له مماطلتك في ذلك، أو تهديدك بعمل سوء، وإذا لم يؤد إليك حقك في الدنيا فسيؤديه إليك يوم القيامة، حيث لا دينار، ولا درهم، إنما هي حسنات وسيئات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. خرجه البخاري.

وروى مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ، وَلاَ مَتَاعَ فَقَالَ: إِنّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمّتِي، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَىَ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَىَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمّ طُرِحَ فِي النّارِ. رواه مسلم.

وأما الدعاء عليه في صلاتك بما ظلمك: فيجوز، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 118283.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني