الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المكتسب من الإعلانات على المقاطع المحمية وغير المحمية

السؤال

لدي قناة على اليوتيوب، ومفعل خاصية الاستثمار ـ أي أنني أربح رصيدًا ماديًا من وضع إعلانات على المقاطع التي أقوم برفعها ـ ويوجد نوعان من المقاطع: مقاطع غير محمية بحقوق الطبع والنشر، وهي موجودة في النطاق العام، ويمكن لأي أحد أن يربح منها دون أي حقوق فكرية، فهل الأموال التي أجنيها منها حلال أم حرام؟ أما المقاطع الأخرى: فهي مقاطع محمية بحقوق الطبع والنشر، فإذا كانت الأموال من الحرام، فكيف لي أن أتخلص من الأموال التي جنيتها بها؟ وإذا كان يجوز التصدق بها، وتوزيعها على الفقراء، فهل الأقارب، مثل: الأم، والأخت يجوز التصدق بها عليهن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت المقاطع التي ترفعها على موقعك مباحة، ولا يمانع أصحابها من رفعها، فلا حرج عليك فيما ذكرت من عرضها في موقعك.

وأما المقاطع المحمية: فلا يجوز رفعها دون إذن أصحابها، ومن اعتدى عليها دون إذنهم فهو آثم، وإن كان فوت عليهم بذلك ما له قيمة معتبرة، فإنه يضمن لهم قيمة ما فوته عليهم، يقدر ذلك أصحاب الخبرة، وإن تعذر ذلك فيمكنك أن تجتهد، وتخرج ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، وإن لم يمكن إيصاله إلى أصحابها، فتتصدق به على للفقراء، والمساكين.

والأقارب إن كانوا فقراء فهم أولى من يتصدق عليهم.

وأما ما كسبته من الإعلانات التي تعرضها في موقعك، سواء مع المقاطع غير المحمية أم المقاطع المحمية: فإنه لا حرج عليك في الانتفاع بها إذا كانت الإعلانات ذاتها مباحة، وفق ما بيناه في الفتوى رقم: 124728.

وعليك الكف عن عرض المقاطع المحمية دون إذن من أصحابها، والتوبة مما سبق من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني