الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يزيد الثواب بزيادة عدد المصلين؟ وما حكم إنشاء جماعة ثانية قبل انتهاء الأولى؟

السؤال

بماذا تدرك الجماعة وأجرها؟ وهل كل جماعة لها الأجر؟ وما حكم من ينتظر الإمام حتى ينتهي من صلاته، ويبدأ جماعة جديدة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 521، بيان ما تدرك به صلاة الجماعة.

أما ثوابها: فكما جاء في الحديث الصحيح أنه يزيد على صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة, وثواب صلاة الجماعة يحصل باثنين فقط, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 238525.

ويزيد الثواب كلما زاد عدد المصلين, فإذا صلى الشخص في مسجد كبير فيه كثير من الناس كان ثواب صلاته أكثر من الصلاة في مسجد به قليل من المصلين، وبخصوص من ينتظر نهاية صلاة الإمام ثم يقيم جماعة أخرى, فإن كان هؤلاء الجماعة لم يدركوا من صلاة الإمام ما لا يحصل به فضل الجماعة, فلا حرج عليهم فيما فعلوا, جاء في مجموع الفتوى للشيخ ابن عثيمين: سئل فضيلة الشيخ: ما حكم من يقيم جماعة ثانية في المسجد, علماً بأن الجماعة الأولى لم تنته من الصلاة؟ وهل تعتبر صلاتهم باطلة؟ فأجاب فضيلته بقوله: الأولى إذا جئت والإمام في التشهد الأخير وأنت معك جماعة أن لا تبدؤوا بالصلاة حتى تتم الجماعة الأولى؛ لئلا يجتمع جماعتان في آن واحد, ولكن إذا فعلوا ذلك وكانوا بعيدين من الجماعة الأولى, لا يشوشون عليهم، فلا بأس بهذا. انتهى.

أما إذا كان هؤلاء الجماعة قد أدركوا بعض صلاة الإمام, فالأولى أن يقتدوا به, ولا ينشئوا جماعة جديدة, وما فعلوه خلاف الأفضل؛ لما فيه من التشويش، وتفريق الكلمة، وخلاف مقصود الشارع من الائتلاف، ووحدة الصف، لكن صلاتهم صحيحة على كل حال, جاء في مواهب الجليل للحطاب المالكي: لو صلى جماعتان بإمامين في مسجد واحد أساءوا وصحت صلاتهم، قاله في التوضيح. انتهى.

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 16939.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني