الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطل تفضيل علي على عيسى عليه السلام

السؤال

هل يصح الاعتقاد بأن يفضل علي بن أبي طالب على عيسى ابن مريم كونه ولد في الكعبة، وأن الله لم يدع مريم تلد في البيت المقدس ؟ وإن لم تصح ولادة علي فهل هذا يعني أن حكيم بن حزام وأمه أفضل من عيسى ابن مريم وأمه ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يصح اعتقادا ولا يجوز شرعا أن يقال إن عليا رضي الله عنه أفضل من عيسى عليه السلام؛ فعيسى عليه السلام من أنبياء الله ورسله ومن أولي العزم منهم.

والأنبياء هم أفضل الخلق، قال الدكتور محمد الشظيفي في رسالته العلمية: مباحث المفاضلة في العقيدة ص: 184ـ الأنبياء هم أفضل البشر على الإطلاق، هذه هي دلالة الكتاب والسنة والإجماع والنظر الصحيح.
مع العلم أن القول بأن ولادة علي رضي الله عنه كانت في الكعبة غير صحيح عند أهل العلم؛ جاء في كتاب السيرة الحلبية "حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة، ولا يعرف ذلك لغيره. وأما ما روي أن عليا ولد فيها فضعيف عند العلماء".

وقال النووي في المجموع عن حكيم بن حِزَامٍ " وَكَانَ وُلِدَ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ وَلَمْ يَصِحَّ أَنَّ غَيْرَهُ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ".
وعلى افتراض أنه ولد في الكعبة، فإن ذلك لا يجعله أفضل من الثلاثة الذي سبقوه إلى الخلافة: أبي بكر وعمر وعثمان، وأحرى أن يكون أفضل من الأنبياء، وإلا لكان حكيم كذلك.

والصحيح أن عليا - رضي الله عنه - هو أفضل الصحابة بعد الخلفاء الثلاثة قبله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني