الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أكل ذبيحة المبتدعة

السؤال

هل يجوز أكل ذبائح المبتدعة غير المعروفين إذا أقيمت عليهم الحجة أم لا؟ ولا يمكن إقامة الحجة عليهم.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز أكل ذبيحة عامة المسلمين، وأهل الكتاب بغض النظر عن اتباعهم وابتداعهم.

قال ابن قدامة في المغني من كتاب الصيد والذبائح: ولا فرق بين العدل، والفاسق من المسلمين، وأهل الكتاب. اهـ.

إلا إذا كانت البدعة مكفرة، وأقيمت على صاحبها الحجة، وأزيلت عنه الشبهة، فأصر على بدعته المكفرة؛ فإن ذبيحته لا تؤكل.

جاء في الموسوعة الفقهية: يحرم على المسلم ذبيحة المبتدع إن كانت بدعته مكفرة. اهـ.

ولم نفهم ما تقصده بقولك: "ولا يمكن إقامة الحجة عليه"، وعلى أية حال، فلا بد من إقامة الحجة على المبتدع المعروف، وإذا لم يعلم أن الحجة قد أقيمت عليه، فالأصل عدم إقامتها، وما لم تقم عليه الحجة، فإنه لا يكفر، بل يبقي على أصل الإسلام، وبالتالي لا تحرم ذبيحته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان ما ليس في بعض، فليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ، وغلط حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة، ومن ثبت إيمانه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني