الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يكونن إعراض الناس عن الدين سببًا للوساوس

السؤال

أعاني من وساوس تلازمني كثيرًا، ‏وتأتي عندما أسمع بعض الأحاديث ‏التي يستخدمها أعداء الإسلام للطعن ‏في الإسلام، كإباحة الإسلام أن تسير ‏الجواري عاريات، وأحيانًا تأتي هذه الوساوس متعلقة ‏بقدرة الله عز وجل، وأنه-والعياذ ‏بالله-كيف يرانا جميعنا، ويسمعنا، ‏وتأتي أيضًا عندما أسمع أحاديث ‏يسأل الله عز وجل الملائكة، وهو ‏أعلم بكل شيء، وكل هذه الوساوس تعكر عليّ صفو ‏العبادة، ولا تجعلني أشعر باللذة في عبادة ‏الله تعالى، فأشعر وكأنه يوجد في ‏داخلي شخص مرة يكون ملحدًا، ‏ومرة يكون نصرانيًا، وتارة أخرى يكون يهوديًا، وما ‏يزيد هذه الوساوس هو أن الناس ‏أصبحوا لا يهتمون بالحرام والحلال، ‏ويفعلون الحرام دون مبالاة، أرجو الرد على هذه الأسئلة ‏الوسواسية، وكيف يمكن التخلص من ‏ذلك الوسواس الذي يأتيني بصورة ‏مستمرة؟ ‏وشكرًا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه الوساوس لا علاج لها سوى الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، واعلم أن هذه الوساوس في ذات الله تعالى، وما يتعلق بالإيمان، لا تضرك ما دمت كارهاً لها، نافرًا منها، بل كراهتك لها دليل صدق إيمانك، فعليك أن تدافعها حتى يذهبها الله عنك، وأنت على خير ما دمت تدافعها، وتسعى في التخلص منها؛ وانظر الفتوى رقم: 147101.

وفيما يتعلق بعورة الأمة، فقد سبق لنا تفصيل القول فيها، في الفتوى رقم: 114264.

وأما إعراض الناس عن الدين، فهم بحاجة إلى من يدعوهم إلى الله تعالى، ويذكرهم، ويعظهم، فلا يكونن إعراضهم سببًا للوساوس، بل اجعله سببًا لمزيد طاعة الله تعالى، والإقبال عليه بتعليم الناس، ومحاولة هدايتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني