الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب من سوريا، أعيش حاليا في أمريكا، وقد انتقلت للعيش في أمريكا بسبب الظروف الحالية التي يمر بها بلدي سوريا.
سيدي الكريم: أنا عمري 24 عاما، ومنذ قدومي إلى أمريكا وأنا عالة على والدي من حيث المصروف، فأنا لا أستطيع أن أصرف على نفسي، ووالدي قد أنفق علي الكثير من المال؛ حتى إنني قمت بالبحث عن العمل، ولكني لم أجد سوى عمل في سوبر ماركت لشخص مسلم، ولكن كنت أنظر إلى بيع لحم الخنزير، وبيع بطاقات اليانصيب، وبيع الدخان؛ ومن أجل ذلك قمت بترك العمل.
عندها قمت بالبدء في البيع والشراء في الأسهم (المضاربة) في السوق الأمريكية. منذ بدئي بالعمل أصبحت أستطيع أن أصرف على نفسي، وأكسب قوت يومي، ولكن إذا قمت بتركها لا أعلم إلى متى يستطيع والدي إرسال المال لي، فنحن في سوريا لا أحد يضمن أن يكون بيته واقفا لليوم التالي، أو باب رزقه سيبقى على وضعة دون أو يقصف، أو يسرق أو ما إلى ذلك.
ولكن المشكلة أنني أضارب في سوق تدعى Penny stocks market أي أن سعر السهم لا يتجاوز السينت الأمريكي، وهي تتصف بعوائدها العالية، وخطرها العالي، وأيضا قوائمها المالية تكون في الغالب منقوصة وغير مدققة.
فما حكم أن أكسب قوت يومي من هذا العمل ريثما أجد عملا آخر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم في الفتويين: 3099/135878 حكم المضاربة في أسهم الشركات؛ فحيث اجتنبت المحاذير الشرعية المشار إليها في الفتويين، فلا بأس في تداول الأسهم المذكورة. وأما لو لم يمكن اجتناب المحاذير الشرعية، فلا يجوز التداول فيها؛ لما دلت عليه النصوص من وجوب توخي الحلال في المأكل، والمشرب، والملبس. فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب، يارب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له. رواه مسلم.

لكن إذا بلغت حد الاضطرار ولم تجد وسيلة لكسب نفقتك بوسيلة مشروعة، فلك أن تزيل الضرر عنك، علما بأن الضرورة تقدر بقدرها. ولك أن تراجع في حد الضرورة المبيحة للحرام فتوانا رقم: 6501.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني