الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نهى وكيله عن الغش والخداع وشك في امتثاله

السؤال

لدي عقار رغبت في بيعه، فتكفل أحد ‏أقربائي ببيعه، ولأني بعيد ‏عن العقار قمت بعمل وكالة له، لكنه ‏أثناء عمل الوكالة، أخبرني أنه يريد ‏أن يلجأ لإحدى أنواع الترغيب في ‏العقار، التي تحتوي في طياتها على ‏الخداع لأحد الزبائن، فعارضت هذه ‏الطريقة بشدة، وأكملت له الوكالة، ‏ولم يحدث البيع، وأفهمته أني أريد ‏البيع دون هذه الأساليب، وكررت له ‏ذلك مرارًا، وتكرارًا، خاصةً أني ‏مصاب بالوسواس القهري، وبعد فترة يتصل بي وكيلي، ويقول لي: ‏إن هناك زبونًا جديدًا للعقار، وأنه قد ‏تم الاتفاق المبدئي على البيع مع ‏الزبون، فقلت له: هل لجأت لطريقة ‏الخداع تلك؟ فأقسم لي أنه لم يلجأ لها، ‏وسألته: هل قلت للمشتري معلومات ‏غير صحيحة؟ فقال لي: إن صاحب ‏مكتب العقارات الذي يعرفه، هو ‏الذي توسط في البيع، وعلى ما ‏يعرف أنه رغّبه فيها بأن هناك ‏مشاريع مستقبلية، ومن هذا القبيل، علمًا أن -وعلى حد قول وكيلي- ‏العقار ضمن الأماكن المحتملة فعلاً ‏لتلك المشاريع، وأفهمت وكيلي أني ‏أريد كل شيء حلالًا، فطمأنني، ‏واتفقنا أن الفترة حتى موعد حصول ‏البيع النهائي حوالي 15 يومًا كافية ‏للمشتري للسؤال عن العقار بما ‏يكفي، وقلت له: إذا لم تعجبه، فلعل ‏ذلك يكون خيرًا، واتفقنا على ذلك، وتم البيع الآن، فما رأيكم في ذلك؟ وبشكل عام في حال كان هناك خداع ‏من قبل السمسار، أو الموكل دون ‏علم البائع -أي علمي- فهل يقع وزره ‏على البائع، خاصة أنه تأتيني ‏وساوس تقول لي بفرض أنه فعل ‏كذا، أو أن المشتري كذا، ومن هذا ‏القبيل؛ حتى إني تأكدت منه كثيرًا ‏لدرجة أني خجلت من كثرة الاتصال، ‏والكلام في الموضوع معه، وكل مرة ‏يقول لي: إنه لا ظلم للمشتري في هذا ‏البيع. آسف على الإطالة، لكن هذا ‏الموضوع يشغل بالي كثيرًا، خاصة ‏أني مصاب بالوسواس القهري -كما ‏ذكرت لكم- وجزاكم الله كل الخير على مجهودكم ‏المتواصل.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج فيما ذكرته، وقد أحسنت في نهيك لوكليك عن الغش، والخداع، ولو حصل شيء من ذلك دون علمك، فإثمه عليه، لا عليك؛ قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ. (المائدة: 105)، وقال: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.

وقد أخبرك وكيلك بأنه قد امتثل ولم يغش، أو يخادع، وكذلك صاحب المكتب لم يذكر سوى ما هو محتمل من وجود مشاريع مستقبلية.

وعليه فلا إثم فيما ذكرت.

وعليك أن تكف عن تلك الوساوس؛ لأن عاقبتها وخيمة، فقد تفسد عليك حياتك كلها، وتجعلك في دوامة من القلق، والاضطراب، والألم النفسي؛ وراجع الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني