الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء الخاطب على من يكتب شعر غزل في خطيبته

السؤال

ما حكم من يكتب شعر غزل ومحبة في خطيبتي ويصر عليه، مع العلم أنها لم تقل له يوما شيئا ولا علاقة بينه وبينها؟ وهل لي حق بحكم القهر الذي يقع في قلبي مما يكتب عن خطيبتي؟ وما حكم أن يكتب أنه يهواها ويريدها في الجنة، وأنا أعلم أنها لا تبغي عني بدلا؟ وما حكم أن يضرني بهذا الشكل حتى بعد أن واجهته بالكلام فينكر ويرجع للأذية؟ وما حكم الدعاء عليه أن لا يقبل الله منه - إن أصر على هذا - عدلا ولا صرفا؟ وهل يغفر الله لي بعض ذنوبي بالقهر الذي يقع في قلبي مما يضرني به هذا الإنسان؟ وهل فعله هذا اعتداء على عرضي ونفسي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في فتاوى سابقة ضوابط إباحة شعر الغزل، وذكرنا منها أن لا يكون التغزل بامرأة معينة، وأن لا يشتمل على ما لا يجوز من الكلام، وراجع فتوانا رقم: 59593.

ومما لا يجوز أن يكتب هذا الشاب عن خطيبتك أنه يريدها زوجة في الجنة، فإن في هذا نوعا من الاعتداء، فإن المرأة إذا ركنت إلى خاطبها وركنت إليه، وحصل التوافق بينهما، لم يجز السعي في إفساد هذه الخطبة، وراجع الفتوى رقم: 171399.

وعليه، فهو ظالم لك، وفي فعله هذا اعتداء عليك، والمظلوم يجوز له الدعاء على من ظلمه، ولكن بشرط أن يكون بقدر المظلمة، ومن غير مبالغة، فدعاؤك عليه بنحو ما ذكرت: أن لا يقبل الله منه إن أصر على هذا عدلا ولا صرفا ـ فيه مجاوزة للحد، والعفو أفضل، وأعظم للأجر، وراجع الفتويين رقم: 184741، ورقم: 27841.

وقولك: وهل فعله هذا اعتداء على عرضي ونفسي؟ فإن كان المقصود به أن يكون كلامه على مخطوبتك اعتداء منه على عرضك، فلا تدخل المخطوبة في مسمى العرض حتى يعقد لك عليها وتصبح زوجة لك، وفي القاموس المحيط في التعريف بالعرض: جانب الرجل الذي يصونه من نفسه وحسبه أن ينتقص ويثلب... سواء كان في نفسه أو سلفه، أو من يلزمه أمره أو موضع المدح والذم منه، أو ما يفتخر به من حسب وشرف، وقد يراد به الآباء والأجداد والخليقة المحمودة... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني