الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إلزام النفس أمام الله بعبادة يعد نذرا؟ وما حكم تركها مع القدرة عليها؟

السؤال

ألزمت نفسي منذ ما يقارب سنة أمام الله أن أصلي عددا من الركعات يوميا، وأن أتصدق بنسبة معينة من المال الذي أحصل عليه، ومع مرور الوقت شق علي الأمر، فهل هو نذر؟ وهل يجوز لي أن أكف عنه إن كنت قادرا على القيام به؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنذر لا ينعقد إلا بلفظ يشعر بالالتزام كقول: لله علي كذا أو نذرت كذا، فإن كنت قد صرحت بلفظ يفيد التزام هذه القرب فهذا نذر، وأما إن كان هذا الالتزام بمجرد النية أو كنت تلفظت بلفظ لا يفيد الالتزام فليس هذا نذرا، قال في إعانة الطالبين: وشرط في الصيغة: كونها لفظا يشعر بالالتزام كلله علي كذا، أو علي كذا، وفي معنى اللفظ الكتابة، وإشارة أخرس تدل أو تشعر بالالتزام مع النية في الكتابة، فلا يصح بالنية كسائر العقود ولا بما لا يشعر بالالتزام، كأفعل كذا. انتهى.

فحيث كان ما صدر منك نذرا فلا يجوز لك الإخلال به ولا التقصير فيه، بل يجب عليك صلاة تلك الركعات في كل يوم والتصدق بهذا القدر من المال، ولا حيلة لك في التخلص منه، وأما حيث لم يكن نذرا فأنت بالخيار إن شئت داومت عليه وإن شئت تركته، ولا إثم عليك في تركه ولا كفارة والحال هذه، ولكن الأولى والأفضل أن تداوم على ما عودت نفسك من الخير، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني