الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلزم أن يعاقب من ارتكب الزنا بمثله في أهله

السؤال

سؤالي بسيط جدًّا، لكنني لم أجد له جوابًا مقنعًا، فأنا ـ والحمد لله ـ متدينة، وكنت قبل فترة أتابع محاضرات لشيوخ معروفين، وهناك شيء لم يقنعني، وكل الشيوخ تقريبًا يتفقون على هذا المثال حتى بت أستهزئ بهم، وبأسلوبهم - أعلم حكم الاستهزاء بالشيوخ والعلماء - لكن من فضلكم أجيبوني: إذا لعبت على بنت، وأخذت صورها ونشرتها، أو هتكت عرضها فستدور الأيام، ويأتي من ينشر صور أختك، أو بنتك، أو زوجتك، وأنا إنسانة عادية وديني يقوم على الأركان الخمسة، وزوجي يعرف بنات، أو ارتكب بعض الكبائر، فهل لا بد أن أقع في الخطيئة؟ قال الله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الزمر:7} وقال تعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رهين {الطور:12}.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المقرر شرعًا أن الإنسان لا يؤاخذ بجريرة غيره، فكل نفس مرهونة بعملها محاسبة عليه، وقد أوضحنا هذا المعنى بأدلته في الفتوى رقم: 76513.

فلا يلزم إذن أن يعاقب من ارتكب الزنا مثلًا بمثله في أهله، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 62589، والأرقام المحال عليها فيها.

وأهل العلم والدعاة والشيوخ يجتهدون ويخطئون، فليسوا بمعصومين، ولكنهم مأجورون على هذا الاجتهاد ـ بإذن الله تعالى ـ ومن خالفهم في اجتهادهم، فليكن بأدب واحترام.

وأما الاستهزاء بهم، والسخرية منهم لأجل ذلك: فأمر عظيم، وجرم جسيم، والإقدام عليه مع العلم بعظم خطره مجازفة، تجب التوبة منه، وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 11967، ورقم: 39675.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني