الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأولى البداءة بالعلم أم الدعوة والنصح

السؤال

شخص يعمل في مجال غير مجال طلب العلم ومجال النصح، ويسعى لطلب العلم الشرعي، أو يقوم بالنصح في ظل هذا الزمان الذي هبط فيه حال المسلمين شرعا. هل طلبه للعلم أولى أم النصح؟ والذي أولى منهما هل هو أولى أم عمله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن طلب العلم والدعوة إلى الله تعالى من أجل الأمور التي ينبغي أن يشتغل بها المرء في حياته ، ففيهما جزيل الأجر وعظيم الفضل.

يقول الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ {الزمر:9}،

وقال سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}،

ويقول عليه الصلاة والسلام: - كما في الصحيحين وغيرهما -: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.

وجاء في الحديث الآخر الذى يرويه البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.

إلى غير ذلك من النصوص المتضافرة في الحث عليهما، وبيان فضلهما مما لا يتسع المقام لذكره

وبما أن الدعوة إلى الله تعالى لا تكون إلا على بصيرة وعلم، فيجب أن يبدأ الإنسان أولا بتحصيل العلم الشرعي ، فإن حصَّل منه ما يؤهله للدعوة والنصح فله بعد ذلك أن يشتغل بالدعوة ، والأكمل له أن يجمع بينهما فيخصص وقتا لطلب العلم ووقتا للدعوة.

جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز رحمه الله : إذا كان من أهل العلم, وعنده قدرة على الدعوة, وعنده علم وبصيرة, فالأفضل له الدعوة, أما إن كان حتى الآن ليس عنده العلم الذي يعينه على الدعوة وعنده حاجة يتفرغ لطلب العلم ويتفقه في الدين حتى يكون أهلاً للدعوة وإقامة الأدلة الشرعية, أما إذا كان قد رزقه الله العلم، وقد تفقه في الدين، وعنده الأدلة الشرعية فكونه يتفرغ للدعوة مع تعليم الناس العلم في المسجد, أو في بيته يجمع بين الأمرين فهذا خير عظيم، يقرأ في الأوقات المناسبة, أو يعلم الناس, أو يقرأ على العلماء, ويقوم بالدعوة في أوقات أخرى. اهـ

ثم إن استطاع أن يجمع بين طلب العلم والدعوة إلى الله تعالى ، مع البقاء في العمل أو بين أحدهما مع العمل فلا شك أن ذلك أفضل، وإذا لم يستطع الجمع ولم يكن في حاجة إلى العمل، وكان لديه ما يكفيه هو ومن تجب عليه نفقته فلا مانع من ترك العمل والتفرغ لطلب العلم أو للدعوة؛ لأن العمل لا يجب على من لا يحتاج إليه.

ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية: 104516 - 57293 - 21186 - 34431.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني