الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع التهرب من قيمة الكهرباء بدعوى أكل الحكومة للحقوق

السؤال

لقد قمت بربط المكيف المنزلي بالكهرباء من تحت العداد، فمهما قمنا بتشغيل المكيف فلن يحسب علينا أي مبلغ، فهل هذا غش؟ علمًا أن الحكومة تأكل حقوقنا، وأنا أعلم أنا لو دفعنا مبلغ العداد، فإن المبلغ سيتم توزيعه بين الموظفين والمدراء دون أن يتم توزيعه على الشعب

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلتموه من التحايل المحرم، وأكل المال العام بالباطل، وهذا لا يجوز، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ المال العام بغير حق، فقد روى البخاري، ومسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإن هذا المال حلوة... من أخذه بحقه فنعم المعونة، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع. وفي رواية لهما: ويكون عليه شهيداً يوم القيامة. وفيهما عن أبي حميد مرفوعاً: والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله تعالى يوم القيامة يحمله. وفي البخاري عن خولة الأنصارية مرفوعًا: إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.

ودعوى أن الحكومة تأكل حقوق الناس دعوى لا اعتبار لها، ولا تبيح الاعتداء على المال العام، ولا يصلح حال الناس على ذلك، فلو كان لكل من ادعى أن الدولة تظلمه وتأخذ ماله بغير حق، أو نحو ذلك أن ينهب من المال العام لفسد أمر الناس، ولتعطلت كثير من المصالح، والخدمات، ومال الدولة ملك لجميع الشعب، كل فرد له شبهة ملك فيه؛ ولذا كان المال العام أشد حرمة من المال الخاص لكثرة الحقوق المتعلقة به، وتعدد الذمم المالكة، فاتقوا الله، وكفوا عن ذلك، وادفعوا قيمة ما انتفعتم به إلى الجهة المسؤولة، فإن تعذر ذلك فادفعوه في المصالح العامة المشتركة بين الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني