الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقتير على النفس بغية توفير مؤونة النكاح

السؤال

أنا طالب مبتعث من قبل دولتي، وأريد الزواج للستر، والبعد عن الحرام، فهل تجب محاولة توفير مؤونة المهر، وتكاليف الزواج المبدئية، لمن يجب عليه الزواج؟ مع العلم أنه قد يدخل فيها نوع من البخل على النفس في تلك الفترة، وما بعد الزواج، كالبيت، ومصاريف الدراسة تصرف من قبل الحكومة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، فالواجب عليك المبادرة بالزواج متى قدرت عليه، قال البهوتي الحنبلي -رحمه الله-: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ، وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا، وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ، وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ؛ لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ، وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ.

وإذا لم يكن عندك مؤنة النكاح، وقدرت على تحصيلها من غير مشقة كبيرة، فالظاهر -والله أعلم- أنّ ذلك واجب عليك، قال الصنعاني -رحمه الله- في سبل السلام: وَالْأَمْرُ بِالتَّزَوُّجِ يَقْتَضِي وُجُوبَهُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى تَحْصِيلِ مُؤْنَتِهِ.

وقد ذكر بعض أهل العلم أن من يقدر على الزواج ينبغي أن يتزوج، ولو كان يخشى العجز عن الإنفاق بعد الزواج، قال ابن قدامة -رحمه الله-: ..وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق، والعاجز عنه، وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج، فإن كان عنده ما ينفق أنفق، وإن لم يكن عنده صبر ولو تزوج بشر كان قد تم أمره، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح وما عنده شيء ويمسي وما عنده شيء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلًا لم يقدر إلا على خاتم حديد، ولا وجد إلا إزاره، ولم يكن له رداء. أخرجه البخاري. قال أحمد في رجل قليل الكسب، يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم، التزويج أحصن له ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه، وهذا في حق من يمكنه التزويج، فأما من لا يمكنه فقد قال الله تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}.

وإلى أن يتيسر لك الزواج فعليك بالصبر، والاستعفاف، ونوصيك بمراجعة الفتويين: 36423، 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني