الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح أن يقال أجَّرت البيت بالتشديد

السؤال

هل الصواب أن أقول أجرت البيت أم استأجرت البيت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قول: أجَّرت البيت بالتشديد قد خطأه بعض الباحثين، قال الأستاذ صلاح الزعبلاوي في كتابه دراسات في النحو: أما أجَّرت الدار بالتشديد فليس فيه نص معتمد، إذ ورد في أجَّر بالتشديد: أجَّرت الطين إذا جعلته آجراً.

وقد منع الأستاذ أسعد خليل داغر في تذكرته والأستاذ العدناني في معجمه الأخطاء الشائعة استعمال أجَّره الدار بالتشديد بمعنى أجره أو آجره، قال الأستاذ داغر: ويقولون أجَّرني الدار بالتشديد، وهو خطأ صوابه أجرني إيجاراً أي أكراني.. فهو مؤجر وأنا مستأجر، أما أجَّر فلم ترد إلا بمعنى صنع الآجر، يقال أجَّر الرجل أي طبخ الطين آجراً..

والصواب ما ذهب إليه.

وقد أساغ الشيخ إبراهيم اليازجي أجَّره الدار بالتشديد، فقال في رسالته لغة الجرائد: ويقولون أجَّر المنزل تأجيراً أي اكتراه، وهو عكس المعنى، لأن التأجير يكون من المالك، تقول أجَّرته المنزل فاستأجره.

وقد أكد ما ذهب إليه في مجلة الضياء: 1ـ612 ـ على ما حكاه الأب البولسي في كتابه مغالط الكتاب ومناهج الصواب، إذ عاب في المجلة قول القائل: أجَّر الدار ـ بالتشديد بمعنى استأجرها، وقال: والصواب أجره الدار أي أكراه إياه فاستأجرها أي اكتراها.

وقد أورد المعجم الكبير الذي ألف بإشراف مجمع اللغة العربية بالقاهرة: أجَّره ـ بالتشديد، لكنه أشار إلى أنه مولَّد، كما أشار الشيخ العلايلي في معجمه إلى أنه من اللهجات العامية الشائعة، والصواب أن يقال: أجَرْت البيت، وآجرته واستأجرته، جاء في المصباح المنير: أج ر ـ أجره الله أجرا من باب قتل، ومن باب ضرب، لغة بني كعب، وآجره بالمد لغة ثالثة إذا أثابه، وأجرت الدار والعبد باللغات الثلاث، قال الزمخشري: وآجرت الدار على أفعلت فأنا مؤجر ولا يقال مؤاجر، فهو خطأ، ويقال آجرته مؤاجرة مثل عاملته معاملة وعاقدته معاقدة، ولأن ما كان من فاعل في معنى المعاملة كالمشاركة والمزارعة إنما يتعدى لمفعول واحد، ومؤاجرة الأجير من ذلك، فآجرت الدار والعبد من أفعل لا من فاعل ومنهم من يقول آجرت الدار على فاعل فيقول آجرته مؤاجرة، واقتصر الأزهري: على آجرته فهو مؤجر، وقال الأخفش ومن العرب من يقول آجرته فهو مؤجر في تقدير أفعلت فهو مفعل، وبعضهم يقول فهو مؤاجر في تقدير فاعلته ويتعدى إلى مفعولين فيقال آجرت زيدا الدار وآجرت الدار زيدا على القلب مثل أعطيت زيدا درهما وأعطيت درهما زيدا، ويقال آجرت من زيد الدار للتوكيد، كما يقال بعت زيدا الدار وبعت من زيد الدار، والأجرة الكراء والجمع أجر مثل غرفة وغرف وربما جمعت واستأجرت العبد اتخذته أجيرا. اهـ باختصار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني