الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الجمع والقصر وصلاة الجماعة للمسافر

السؤال

أنا طالب بجامعة الأزهر وأقيم في محافظة الإسماعيلية، وأسافر أسبوعيا ـ أحيانا بعد أسبوعين أو أكثرـ إلى المدينة الجامعية بالقاهرة وأقيم بها حوالي أسبوع أو أكثر... علما بأن المسافة بين محافظتي ومحافظة القاهرة تتجاوز مائة وعشرين كيلو، لكن الوقت أثناء ذهابي أو إيابي من القاهرة لا يتجاوز ثلاث ساعات، وفي أغلب الأحيان لا أكون مرهقا جدا ولا أواجه أي عسر أو صعوبة أثناء السفر، فهل يمكنني قصر وجمع الصلاة رغم أنني لا أواجه صعوبات؟ وما هو الأفضل؟ وإن كانت الإجابة بنعم، فهل يمكنني أن أقصر بعض الصلوات وأتم بعضها؟ وهل تكفيني عن الصلاة في المسجد صلاتي مع زملائي في السكن الجامعي علما بأننا مسافرون سويا؟ وهل يمكننا أن نصلي الجماعة جمع تقديم أو تأخير؟ وهل يجوز أن نتفق على ميعاد نجمع فيه الصلاة يوميا طوال فترة إقامتنا؟ وأعتذر عن عدم الابتداء بالسلام، لأنني ظننت أن ذلك يقلل من أهمية الرسالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسلام لا يقلل بحال أهمية الرسالة، والمسافة المذكورة أكثر من مسافة القصر، ولا عبرة بالزمن الذي تستغرقه المسافة، وانظر الفتويين رقم: 3301، ورقم: 178.

وكذلك لا عبرة بغياب المشقة، كما بينا في الفتوى رقم: 3810.

والقصر سنة والأفضل فعله، كما بينا في الفتوى رقم: 94488.

وبالتالي، فإن لم تقصر صحت الصلاة، ولكن خالفت الأولى، وعليه لا حرج أن تقصر البعض، وتتم البعض طالما كنت في السفر الذي يشرع لك فيه القصر، وننبهك إلى أن لك الترخص برخص السفر إلى وصولك، وبعده ليس لك الترخص برخص السفر، كما بينا في الفتويين رقم: 5432، ورقم: 107099.

وذلك لأنك تمكث مدة أكثر من مدة الترخص، والأولى بكم أن تُصلوا في المسجد، ومع هذا فمذهب الجمهور ـ وهو المفتى به عندنا ـ أن الجماعة لا يجب فعلها في المسجد، بل يسقط وجوبها بفعلها في أي مكان، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 128394.

ومع هذا، فأنتم تفوتون على أنفسكم فضلا عظيما هو فضل شهود الصلاة في المساجد، وهو فضل عظيم، كما بينا في الفتويين رقم: 150541، ورقم: 151661.

والأصل أن تصلوا الصلاة في وقتها، وقد بينا حكم الجمع بين الصلاتين لغير المسافر في الفتوى رقم: 23479، وتوابعها.

ولا حرج للحاجة أن تُحددوا وقتاً لإقامة الصلاة، كما بينا في الفتوى رقم: 78922، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني