الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر الابن هل يعتبر من العقوق

السؤال

أنا أعيش في فرنسا، وأريد أن أسافر للإقامة في الجزائر، لكن كل عائلتي تعيش في فرنسا، وأنا أعزب، فما الحكم في هذا؟ وهل ابتعادي عن عائلتي فيه عقوق لوالدي؟ مع العلم أن كل عائلتي لا يصلون، مع أنهم يؤمنون بالله، أليس عليّ أن أبقى معهم -لعل الله أن يهديهم بسببي-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان لك غرض صحيح في السفر فلا حرج عليك فيه، ولا يكون ذلك عقوقًا لوالديك، قال الكاساني: وَكُلُّ سَفَرٍ لَا يَشْتَدُّ فيه الْخَطَرُ يَحِلُّ له أَنْ يَخْرُجَ إلَيْهِ بِغَيْرِ إذْنِهِمَا إذ لم يُضَيِّعْهُمَا لِانْعِدَامِ الضَّرَرِ.

لكن على أية حال فإنّ عليك بر والديك، وصلة رحمك، ومن أعظم أنواع البر والصلة أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ولا ريب أنّ ترك الصلاة من أعظم المنكرات، ولا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فسواء بقيت معهم أم سافرت بعيداً فاحرص على نصحهم، ولا تفرط في أمرهم بإقامة الصلاة، وتخويفهم عاقبة التهاون فيها، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 114049.
وننبه إلى أنّ الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ما وجد إلى ذلك سبيلاً، وراجع الفتوى رقم: 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني