الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تسقط الفريضة بفوات وقتها

السؤال

لم أصل الفجر اعتقادا بأن وقتها قد انتهى، فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت لم تصل الفجر معتقدا فوات وقتها بسبب النوم أو ما في حكمه من النسيان -مثلا- فيجب عليك الآن قضاؤها, وفوات الوقت لا يسقطها, فالفريضة باقية في ذمة المكلف حتى يأتي بها, فقد قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ. رواه البخاري ومسلم وغيرهما، ثم إنه لا إثم في النوم قبل دخول الوقت ـ ولو مع ظن فوات وقت الصلاة ـ لعدم الخطاب بها حينئذ, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 168907 .

مع التنبيه على أن بعض أهل العلم قالوا بوجوب الأخذ بأسباب الاستيقاظ، من ضبط منبّه، أو توكيل من يوقظه، فإن تقصيره في الأخذ بالأسباب يترتب عليه الإثم، كما فصلنا القول في هذه المسألة في الفتوى رقم: 119406 ، وأما إذا كان فوات الوقت بسبب الإهمال أو الترك المتعمد فيكون الأمر أعظم، يقول الله عز وجل: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5}، ويقول: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59}، فتجب المبادرة بالتوبة من ذلك، كما يجب القضاء عند الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني