الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإصرار على العادة السرية يبطل ثواب العبادات؟ وما عقوبتها في الآخرة؟

السؤال

أنا شاب عمري 15 سنة، ومدمن العادة السرية، وأنا أعلم أنها حرام، لكن طاقتي الجنسية تجبرني على ذلك.
فهل هي تفسد ثواب الصيام ؟ أو الصلاة ؟ أو الزكاة؟
وهل توجد طريقة للتخلص من هذا البلاء ؟
وهل إذا استمررت فيها ستكون نهايتي جهنم وبئس المصير؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء - وهو المسمى بالعادة السرية - حرام ، وله أضرار جسدية ونفسية خطيرة على فاعله، فعلى الإنسان الحذر منه ، والابتعاد عنه كل البعد ، والتوبة مما اقترف منه.

وقد بينا في الفتوى رقم: 71246 حكم الاستمناء لشديد الشهوة.

وبينا في الفتوى رقم: 7170 بعض ما يُعين على التخلص من العادة السرية.

وأما هل يفسد ثواب الصيام والصلاة والزكاة ، فلا شك أن ممارسته في نهار رمضان حتى ينزل المني مفسد للصوم موجب للقضاء ، وبالتالى مفسد لأجر ذلك اليوم الذى مورس فيه، كما أن ممارسته في غير نهار رمضان محرمة أيضا كما أسلفنا ، إلا أن إفساده لأجر الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان لم يرد فيه نص خاص ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم :191143 .

مع التنبيه إلى أن السيئات والحسنات في تدافع وبعضها يبطل بعضا ، وهناك ذنوب ثبت بالدليل أنها محبطة للعمل إذا لم يتب المرء منها ، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 180787 ، فليحذر الإنسان من كل الذنوب، وليستشعر مراقبة الله عز وجل .

ثم إن المدمن المصر على هذه العادة على خطر عظيم ، لأن الإصرار عليها يصيرها من كبائر الذنوب ، ومرتكب الكبيرة إن تاب منها تاب الله عليه ، وإن مات قبل أن يتوب فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له برحمته، وإن شاء عذبه بعدله ، لكنه لا يخلد في النار ما دام موحدا.

وللفائدة راجع الفتاوى ذوات الأرقام: 27004 - 184407 - 63343- 78925 - 140804.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني