الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوجة طلب الطلاق بسبب الشتم

السؤال

نعتها زوجها بالبراز، فهل يجوز لها أن تطلب الطلاق أو الخلع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن المعاشرة بالمعروف أن يحسن الرجل صحبة زوجته ولا يتلفظ بما يؤذيها، ففي سنن أبي داود عن معاوية بن حيدة قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهُنَّ وَمَا نَذَرُ، قَالَ: «ائْتِ حَرْثَكَ أَنَّى شِئْتَ، وَأَطْعِمْهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَاكْسُهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تُقَبِّحِ الْوَجْهَ، وَلَا تَضْرِبْ»، قال المناوي رحمه الله: "ولا تقبح الوجه" أي: لا تقل إنه قبيح. ذكره الزمخشري، وقال القاضي: عبر بالوجه عن الذات فالنهي عن الأقوال والأفعال القبيحة في الوجه وغيره من ذاتها وصفاتها فشمل نحو لعن وشتم وهجر وسوء عشرة وغير ذلك (فيض القدير 1/ 66).

وقد نص بعض أهل العلم على أن سب الزوجة وشتمها من الضرر الذي يجعل لها الحق في طلب الطلاق، قال الدردير: "ولها أي للزوجة التطليق على الزوج بالضرر وهو ما لا يجوز شرعا؛ كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك، وسبها وسب أبيها .." (الشرح الكبير للدردير 2 / 345)، لكن الذي ننصح به الزوجة: أن تصبر على زوجها، وتعاشره بالمعروف، وتتجاوز عن هفواته، فإنّ الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بشيء من التجاوز عن الهفوات، والصفح عن بعض الزلات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني