الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قام وصديقة بمتابعة معاملة لرجل فأهداهما هدية فما حكمها

السؤال

اتصل بي زميلي وأخبرني أن لدى زميله موضوعًا في وزارتنا الموقرة، ويريدني أن أتابع الموضوع، وأخبره بما يستجد فيه، فقمت بالاتصال بزميلي الذي يعمل في وزارتنا؛ لكي يخبرني بالموضوع، وما هي العراقيل التي تعترضه، وأخبرني زميلي أن أمر الموضوع كذا وكذا، وسوف ينتهي بعد عدة أيام، فقمت بالاتصال بزميلي الذي طلب مني المعلومات عن الموضوع، ففرح زميلي جدًّا، وأخبر صاحب الشأن أن أمر موضوعه كذا وكذا، وسوف ينتهي بعد أيام، ففرح صاحب الشأن، ومن شدة فرحه أحضر هدية، وأهداني أنا وزميلي، علمًا أني لا دخل لي، ولا لزميلي في تسيير هذا الموضوع بتاتًا، ولكنه مشى وفق الإجراءات العادية، شأنه شأن جميع المواضيع التي لها صلة، أو شبيهة به، وكنا مجرد وسيلة لمعرفة موضوعه، وما به من إجراءات فقط، ولكنه أصر أن يهدينا هدية من شدة فرحه، فهل يجوز لنا أن نأخذ الهدية، ونقبلها أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في قبول هذا النوع من الهدايا؛ لأنها ليست رشوة، وليست من "هدايا العمال" التي لا يجوز أخذها إلا بإذن صاحب العمل، فالمُهْدِي من فرحه بتيسير موضوعه قام بإهدائكم، فهو بمنزلة من بشر بشيء فأهدى من بشره هدية نظير بشارته، وذلك جائز، وقد جاء في قصة توبة كعب بن مالك المشهورة أنه أهدى ثوبيه لمن بشره بالتوبة نظير بشارته، حيث يقول -رضي الله عنه- كما في الصحيحين، وغيرهما: فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني، نزعت له ثوبي، فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما.

وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 144971، 95238، 5794، 66711.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني