الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تحميل المواد المحرمة ذات الحقوق المحفوظة

السؤال

عندي سؤال مهم جدًّا، فقد ابتلاني الله بمشاهدة الأفلام، وسماع الأغاني، وإن شاء الله بقدر المستطاع سأتركهن، فهل يجوز تحميل الأغاني، ومشاهدة الأفلام مجانًا دون رضى أصحابهن؟ وهل تعد سرقة؟ فأنا لا أريد أن أقع في ذنب سماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام وذنب سرقتهن أيضًا، أم إنه يجوز سرقة الأشياء المحرمة، مع تحريم مشاهدتهن، وسماعهن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك الهداية، والتوفيق، والتوبة النصوح قبل فوات الأوان.

واعلم أن الأغاني، والأفلام الهابطة محرمة في الإسلام أشد التحريم، وقد سبق لنا بيان تحريمها في فتاوى عديدة، منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 46392، 4588، 16261، 6110، 5282، 66001.

كما سبق بيان حرمة مشاهدة الأفلام الهابطة في فتاوى عديدة، منها: 25978 ،3605، 165601.

وتحميل المواد المحرمة محرم لحرمة مشاهدتها، أو الاستماع إليها، لا لحقوق منتجيها، فإنها هدر، كما بينا في الفتوى: 138482.

وعليه ننصحك بمراقبة الله عز وجل، والإقلاع عن ما حرم، والتوبة الصادقة إليه وفق الشروط المبينة في الفتوى رقم: 78925.

وتذكر أنك إن كنت تريد النجاة والسلامة حقًّا، وتسعى إلى الفوز والسعادة في الحياة الأبدية التي فيها النعيم المقيم الذي لا ينغصه منغص، ولا يكدره مكدر، فما لك من سبيل إلى ذلك سوى المبادرة إلى التوبة من كل الذنوب والمعاصي، وعدم التسويف في ذلك، فإن ذلك كله من تلبيس الشيطان وخذلانه.

ولله در ناظم الأخضري، إذ يقول:

ولا يؤخر أو يقل حتى تعنْ هداية الله له فذاك منْ

علامة الشقاء والخــذلانِ وطمس قلبه عن الإيمانِ

فاحذر - أيها الأخ الحبيب - من أن يباغتك الموت وأنت على المعاصي مقيم، وتذكر أن الموت ليس له وقت معلوم، فأحسن الاستعداد له، وأهم ما تستعد به ترك ما حرم الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني