الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأجرة مقابل تسجيل الإعجاب بالصفحات أو القنوات الإلكترونية

السؤال

سؤالي من قسمين:
الأول: هناك موقع يدفع مقابل أن تقوم بالإعجاب بصفحات الفيس بوك أو قنوات اليوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ـ رغم أنني لست مهتما بهذه الصفحة ـ وبذلك تزداد شهرة تلك الصفحة التي أعجبت بها، فهل ربحي حلال؟ علما بأن بعضها قد يحتوي على صور نساء متبرجات.
الثاني: هل يجوز أن أقوم بالدفع لشخص ما مقابل أن يجلب لي زوارا إلى موقعي أو صفحتي، فيعجب ذلك الزائر بصفحتي رغم أنه غير مهتم، ولكنه أعجب لأن ذلك الشخص طلب منه ذلك، أو لأنه يحصل على مقدار بسيط من المال مقابل إعجابه يدفعه ذلك الشخص له، مع أنني لا أعلم كيف يجلب لي زوارا، حيث يقول لي إنه يجلب كذا من الزوار مقابل كذا من المال؟ وربما يجلب زوارا بطريقة أخرى غير شرعية لا أعلم بها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن هذا كله مبني على الحيلة والخداع والغش، وما بني على ذلك فهو باطل، سواء شق السؤال الأول أو الثاني، وذلك لأن كراء من يسجل الإعجاب والتعامل مع من يفعل ذلك أو يجلب من يفعله إيهام وغش للشركات ونحوها من الجهات التي تعلن في تلك المواقع بعد خديعتها بكثرة متابعي صفحاتها، وإذا كان الأمر كما اتضح مبنيا على الخديعة والتغرير، فلا يجوز فعله ولا التكسب منه، وقد روى الْبَيْهَقِيُّ مرفوعا: الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وقال: أورده السيوطي في الجامع الصغير بزيادة: والخيانة. اهـ.

وقال السفاريني في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: الْخَدِيعَةُ لَا تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ، إذْ هِيَ تُنَافِي النُّصْحَ وَسَلَامَةَ الصُّدُورِ وَالْمَوَدَّةَ وَالْمَحَبَّةَ، وَتُنْبِتُ الْإِثْمَ وَالْبَغْيَ وَالْغِلَّ وَالْحَسَدَ وَالْحِقْدَ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني