الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التعامل مع هذا البنك

السؤال

أنا طالب وأحتاج لحساب في البنك، وقد قمت بفتح حساب في بنك إسلامي – كما يدعي البنك –، وهو الوحيد في هذا البلد المسلم الذي يعتبر أو يدعي أنه إسلامي، والحساب الذي فتحته يسمى وديعة، والمال الذي أقوم بإيداعه يبقى محفوظاً كما هو لا يزيد ولا ينقص، وإنما يأخذ البنك مني مبلغاً مقطوعاً بسيطاً كل سنة كرسوم اشتراك وغيرها.
المشكلة أن هناك أنواع حسابات أخرى في هذا البنك يمكن للعميل أن يفتحها ليأخذ فائدة على المبلغ الذي يودعه في البنك، ولكن رأس مال العميل يكون مضموناً لا ينقص في حال خسارة البنك، وإنما لا يأخذ العميل فائدة في حال الخسارة، أما في حال الربح فتأتيه فائدة ورأس المال مضمون كما ذكرت.
وأخيراً فهذا البنك لديه – كما يزعم – هيئة رقابة شرعية من مشاهير أهل العلم من أهل هذه البلد وغيرها، ويدعي البنك أنه يستعمل التورق في معاملاته، فهل يجوز لي أن أبقى أتعامل مع هذا البنك بالصفات المذكورة؟ علماً أن البنوك الأخرى في هذا البلد كلها ربوية، وبعضها فيه فرع إسلامي، لكن هذا الفرع الإسلامي يعطي العملاء فائدة في جميع أنواع الحسابات التي يفتحها، ورأس المال مضمون دائماً، يعني أن تسمية فرع البنك الربوي بالفرع الإسلامي هي مجرد كذب على الناس واستغلال للجهل.
وجزاكم الله تعالى خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فضمان رأس المال الذي تذكره هل هو شرط في العقد فلا يصح، أم ليس شرطا، وإنما هو واقع باعتبار كون البنك لا يدخل إلا في معاملة قليلة المخاطر، ويحتاط في معاملاته دائما، وهذا لا حرج فيه، وعلى كل فلو كان للبنك المذكور هيئة رقابة شرعية موثوق بها علما وورعا فيسعك تقليدها إن أفتتك بجواز معاملة البنك، وقد ذكرت أن الحساب الذي تودع فيه مالك لا يعطي البنك عليه أرباحا ولا فوائد، وكون البنك يأخذ رسوما مقابله لا حرج فيها.

وعليه؛ فلا حرج عليك في الإبقاء على الحساب لدى البنك المذكور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني