الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الرد على من قذف أم شخص بمثل فعله

السؤال

توجد ظاهرة في بلدي يقوم بها السفهاء أثناء قيادة السيارات، وهي معاقبة من أخطأ في القيادة بعمل مزمار السيارة (الكلاكس) نغمة على وزن سب للعرض وقذف للأم، وهي معروفة في بلدنا، فماذا أفعل إذا سبني أحدهم بهذه الطريقة؟ هل لي أن أضربه أو أن أسبه بنفس الطريقة؟ لأن هذا الفعل يصيبني بغيظ شديد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز الانتصار لمن ظُلِم بضرب أو شتم ونحوه بالمثل، دون تعد، والعفو أولى، وانظر الفتوى: 5338 ، وبهذا يتبين لك أنه لا يجوز قذف من قذفك بأمك، ولكن يجوز أن تشتمه هو.

وأما حركة الكلاكس، فهي من جنس الإشارة، جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب الفقهاء إلى أنّ الإشارة المفهمة والكتابة تقوم مقام العبارة والكلام، فقال الحنفيّة: الإشارة معتبرة وقائمة مقام العبارة في كلّ شيءٍ، وقال المالكيّة: ينعقد البيع بالكلام وبغيره من كلّ ما يدل على الرّضا، وقال الخطيب: إشارة الأخرس وكتابته العقد كالنطق للضّرورة، وقال الحنابلة: الإشارة كالكلام وتقوم مقام اللّفظ والكلام، وجاء أيضاً: الإشارة تقوم مقام اللّفظ في أغلب الأمور، لأنّها تبيّن المراد كالنّطق، ولكنّ الشّارع يقيّد النّاطقين بالعبارة في بعض التّصرّفات كالنّكاح، فإذا عجز إنسانٌ عنها، أقام الشّارع إشارته مقام نطقه في الجملة. انتهى.

ومن أهل العلم من يجعل الإشارة المفهمة في القذف والطلاق، كالصريح، وانظر الفتويين: 80632 - 136353 ، فليس لك أن تقذفه بهذه الصورة التي تقول: إنها تشمل سب الأم، وليس لك أن تضربه، كما بينا بالفتوى رقم: 256672 ، ويمكنك أن ترفعه إلى السُلطات المختصة بالتأديب إن أمكنك.

هذا ونحن نستبعد جداً أن يُقصد بحركة الكلاكس القذف، وأقصى ما سمعنا أنهم يريدون بها الشتم، فلا تُحمِّل تصرفهم أكبر من حجمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني