الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط المتاجرة عبر برنامج الانستجرام

السؤال

أنا تاجرة في برنامج الأنستقرام: أقوم ببيع منتجات بالطلب، وأعرض جلابيات من مصنع في الهند، وأعرض هذه الجلابيات على صفحتي
ومن أرادت أن تقتني إحداها تحدثني، فأطلب الجلابيات لها من فلوسي، ثم إذا وصلتني من الهند طلبت منها تحويل المبلغ ثم أقوم بإرسال طلبها لها، فجاءتني واحدة وطلبت ثلاث جلابيات قد اختارتها من صفحتي على الانستقرام، ودفعت في جلابياتها مبلغاً فوق ألف ريال، وعند وصول الجلابيات عندي طلبت منها تحويل المبلغ، لكنني فوجئت أنها لم تعد تريدها، فحاولت معها وأخبرتها أنني قد استدنت بمبلغ طلبها، لكنها رفضت فأخبرتها أنني سأقوم بالدعاء عليها والتحسب، فقالت لي: الله يعلم أني لم أفعل شيئا تتحسبين من أجله، فهل يحق لي التحسب والدعاء عليها؟ وهل أنا مظلومة فعلاً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا في الفتوى رقم: 23846، بيان شروط جواز البيع والشراء عبر الإنترنت، ومنها: أن لا يتم البيع إلا بعد شراء السلعة شراء حقيقياً، فإذا طلب الزبون سلعة معينة، فلا يجوز عقد صفقة البيع معه إلا بعد شراء السلعة وحيازتها، فعن حكيم بن حزام ـ رضي الله عنه ـ قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يأتيني الرجل يسـألني من البيع ما ليس عندي أبتاع له من السوق ثم أبيعه؟ قال: لا تبع ما ليس عندك ـ رواه الترمذي والنسائي وأبو داود وصححه الألباني.

فمجرد الطلب ليس بيعاً، وإنما هو مواعدة من الطرفين، وقد ذكرنا في الفتوى المحال عليها حلا لمشكلة تراجع بعض الزبائن عن طلبه، وهذا الوعد الذي يصدر من الزبون ملزم له شرعا عند بعض الفقهاء، ويترتب على الإلزام أن يتحمل الضرر الفعلي في حال نكوله وعدم شرائه للسلعة، وبهذا أخذ مجمع الفقه الإسلامي, وأما الدعاء عليها: فيجوز بقدر المظلمة كأن يقال: اللهم خذ لي حقي منها، أو اجزها بما عملت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني