الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعلم الصبر على مجاهدة النفس

السؤال

كيف يتعلم المرء فضيلة الصبر على مجاهدة النفس لتحصيل الخير؟ وكيف يتخلص من العجلة؟ فمشكلتي أنني إذا بدأت في عمل ما، مثل طلب العلم، فإنني أستعجل النتيجة ولا أصبر على طول الأمر ، ولا أسير بثبات، فما علاج هذا الأمر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فطريقة تعلم الصبر هو أن تستعين بالله تعالى ثم تحمل نفسك عليه وتعالجها على ترك العجلة، فإنك إن فعلت ذلك وفقك الله للصبر ـ إن شاء الله ـ وقد جاء في الحديث الصحيح: وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنْ الصَّبْرِ. رواه مالك والشيخان.

قال في عون المعبود: وَمَنْ يَتَصَبَّر: أَيْ يَطْلُب تَوْفِيق الصَّبْر مِنْ اللَّه، لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُك إِلَّا بِاَللَّهِ ـ أَيْ يَأْمُر نَفْسه بِالصَّبْرِ وَيَتَكَلَّف فِي التَّحَمُّل عَنْ مَشَاقّه... يُصَبِّرهُ اللَّه: بِالتَّشْدِيدِ أَيْ يُسَهِّل عَلَيْهِ الصَّبْر... اهــ.

وأيضا مما يعينك على الصبر في طلب العلم استحضار النية الصالحة فيه واستحضار ما أعده الله تعالى من الثواب لمن طلب العلم، إذ المعرفة بحسن الشيء سبب للثبات على طلبه، كما أن صحبة الرفقة الصالحة المجتهدة في طلب العلم والبعد عن صحبة الكُسَالى أو المثبطين سبب أيضا في الاستمرار في طلب العلم وسلوك طريقه، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وانظر الفتوى رقم: 20885، عن الطريق الصحيح لطلب العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني