الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الرياء في أعمال الخير

السؤال

جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم: أنا شاب في العشرينات من عمري، ولي نشاطات دعوية في المسجد وخارجه، ومشكلتي الكبيرة التي أرهقتني هي الرياء، فكثيرا ما أقوم بعمل ما وأجدد النية، ولكنني أحس في داخل نفسي أنني أقوم بهذا الشيء رياء، وكأنني أخدع نفسي بتجديد النية وتأتيني مثل هذه الحالات خاصة أمام الفتيات، وقد تعبت، وأنا ـ والحمد لله ـ ناشط في الدعوة، لكنني أخاف أن يذهب عملي هذا هباء منثورا وأحرص قبل العمل أن أخلص نيتي لله، لكن سرعان ما أحس أثناء العمل بهذه المشكلة، استعنت بالدعاء في شهر رمضان، وأسأل الله أن يطهر قلبي من الرياء، لا تنسوني من دعائكم، فهل هذا من الرياء؟ وهل هناك طرق عملية للتخلص من الرياء أو أذكار أو أي شيء آخر يخلصني من هذا؟ وهل هذا الإحساس يمكن أن يكون نتيجة مس أو عين أو حسد؟.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على مجهودك ونشاطك الدعوي، وبارك الله فيك وتقبل منك، ورزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل وفيما يتعلق بما تخشاه من الرياء فمادمت تسعى وتجتهد في إخلاص العمل لله سبحانه وتجدد النية عند بدايته، فإن هذا هو المطلوب، وما يخيل إليك ـ بعد ذلك ـ من الرياء فيظهر أنه مجرد وساوس يلقيها الشيطان في نفسك ليصدك عن عمل الخير فلا تلتفت إليها وواصل درب الخير والدعوة إلى الله مع مجاهدة النفس وإلزامها بالإخلاص واستحضار نية العبادة والتقرب إلى الله وطلب الأجر منه سبحانه عند أي عمل تقوم به، وإن أحسست بطروء رياء حقيقي على عملك فادفعه وقم بتجديد النية والإخلاص، وبذلك تحافظ على أجر العمل كاملا ـ إن شاء الله ـ واعلم أن العمل إن كان أصله لله، ثم طرأت عليه نية الرياء، فإن كان خاطرا دفعه الإنسان فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه ففي إحباط العمل به خلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري وغيره، وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله كالصلاة والصيام والحج، فأما ما لا ارتباط فيه كالقراءة والذكر وإنفاق المال ونشر العلم، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه ويحتاج إلى تجديد نية، وانظر الفتويين رقم: 49482، ورقم: 248158.

أما فيما يتعلق بكيفية التخلص من الرياء: فراجع الفتويين رقم: 8523 ، ورقم: 134994.

أما عن الإحساس الذي قلت: فيظهر لنا أنه نوع من الوسواس لا أكثر كما تقدم، ولكن إن كنت تشك في أن له علاقة بالعين أو ما شابه فيمكن أن تعرض نفسك على أحد الرقاة الشرعيين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني