الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ابتلاع الريق في الصيام للمصاب بالوسوسة

السؤال

‏أعاني من الوسوسة، والحمد لله ‏تغلبت على جزء كبير منها، بفضل ‏الله، ثم بفضل موقعكم، لكن لدي ‏مشكلة مع إخراج اللسان، ولحس ‏الشفاه، وإعادة الريق الخارج للفم.
‏ووجدت أن أغلب الفتاوى تجعل ‏الصائم يفطر إذا أعاد الريق، فعملت ‏بها. فوجدت مشقة بما أني ‏موسوس، وأصبحت أستخدم المناديل، ‏لدرجة أنني لا أضحك خوفا من أن ‏تنثني شفتاي على أسناني، فيعود ‏الريق داخله. فتعبت من هذا ‏الموضوع جدا، فدخلت إلى موقعكم ‏مرة أخرى، فبحثت، فوجدت فتوى ‏تبيح إعادة الريق الخارج، ولا يفطر ‏فاعلها متعمدا، وكنت صائما في ذلك ‏الوقت. فبمجرد ما قرأت الفتوى، ‏بدأت أعمل بها، وألحس شفتاي بكل ‏أريحية حتى أتغلب على الوسوسة؛ ‏لأنني وجدت رخصة تتيح لي هذا ‏الفعل.‏
‏ فسؤالي هو: ما الحكم لو أنني عملت ‏بهذه الفتوى مدى الحياة، وحتى إن ‏عافاني الله من الوسوسة؟
‏ وما حكم صيامي هل كان صحيحا؟ ‏
‏ السؤال الثاني: لو أن الله عافاني من ‏هذه الوسوسة، لكني لازلت أستخدم ‏هذه الفتوى، ناسيا أنها من تتبع ‏الرخص المذموم؛ حيث إني كنت مع ‏من يحرم إدخال الريق الخارج.‏
‏ فهل علي حرج في النسيان، وتجب ‏إعادة ذلك الصيام؟ لكني عندما ‏وجدت أني موسوس، عملت بها. ‏فهل يقبل صيامي وجزاكم الله خيرا؟
‏أرجو أن لا تحيلوني على أي أسئلة ‏أخرى؛ لأنني بحثت كثيرا جدا، وأن ‏لا تنقصوا من السؤال حتى لا تتغير ‏الفتوى.‏
‏ مقدرا لكم تعبكم مع من يعانون من ‏الوسوسة، وأسأل الله أن يجمعكم ‏معنا في جنات النعيم.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا ما ينبغي للصائم اعتماده في هذه المسألة إن كان موسوسا، وذلك في الفتوى رقم: 216379، ولا حرج عليك في العمل بهذه الفتوى حتى بعد أن يعافيك الله، وليس هذا إن شاء الله من تتبع الرخص المذموم؛ وانظر الفتوى رقم: 134759.

والناسي مرفوع عنه قلم التكليف؛ لقوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}. وقال الله في جوابها: قد فعلت.

وعليك أن تجاهد نفسك للتخلص من الوساوس، والإعراض عنها، وألا تعيرها اهتماما، نسأل الله لك الشفاء، والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني