الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تصح الخطبة بموافقة المخطوبة وأمها دون الأب

السؤال

أنا أقيم بالخارج، وقمت بالتحدث مع أم فتاة بالهاتف على أساس خطبتها، فوافقت الأم والفتاة كذلك، وعندما طلبت محادثة الأب قالوا: من الأفضل إخباره قبل أن يحين موعد مجيئك بقليل؛ لأنه عصبي المزاج، فهل تعتبر الأم وليا للفتاة؟ وهل تعتبر خطبتي للفتاة من أمها صحيحة؟ وهل تكفي موافقة الفتاة كي تصح الخطبة؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأم لا ولاية لها في تزويج ابنتها، وإنما تكون الولاية في الزواج للعصبات ولا مدخل فيها للنساء، وانظر الفتوى رقم: 63279 ، وأما الخطبة فلا يشترط لها أن تكون عن طريق الولي - وإن كان هذا هو الأولى -، لكن يجوز للرجل أن يخطب المرأة الرشيدة إلى نفسها، وراجع الفتوى رقم: 197053 .

والمعتبر في قبول الخطبة قول المرأة الرشيدة إن كانت غير مجبرة، وقول الولي إن كانت المرأة مجبرة، قال ابن قدامة: والتعويل في الرد والإجابة على الولي إن كانت مجبرة، وعليها إن لم تكن مجبرة (المغني - 7 / 520)، والراجح عندنا أنّ البالغة العاقلة لا تجبر على النكاح، كما بيناه في الفتوى رقم: 31582 .

واعلم أنّ الخطبة إذا تمت فهي مجرد وعد بالزواج، فالخاطب قبل أن يعقد على مخطوبته أجنبي عنها، شأنه شأن الرجال الأجانب، وانظر حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته في الفتوى رقم: 57291 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني