الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداع المزمن هل يبيح الإفطار

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمبعد خمس سنوات من العمل في مجال الطيران المدني أصبت بنوبات صداع شديدة أجريت على إثرها ثلاث عمليات جراحية. لم تتوقف نوبات الصداع وأصبحت الحالة مزمنة مما اضطر معها لتناول مسكنات قوية. وعند الصوم قد تزداد الحالة سوءا وأجد مشقة شديدة في إكمال الصوم. عمري الآن45 سنة الصحة العامة جيدة. سؤالي هو: هل تسقط عني فريضة الصيام بسبب حالتي المزمنة تلك. أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل. والمعروف أن المرض إذا كان يرجى برؤه أن صاحبه يفطر أيام مرضه، فإذا برئ من مرضه صام عدة الأيام التي أفطر، قال الله تعالى ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (البقرة: من الآية184) أما إذا كان المرض مزمناً لا يرجى برؤه فعلى المريض في هذه الحالة أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
فهو كمثل من عجز عن الصوم لكبر سن.. قال تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) قال ابن عباس: (نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً).
رواه البخاري
وعلى هذا؛ فإذا كان الصداع الذي تعاني منه لا يمكنك الصيام معه إلا بمشقة كبيرة، وكان الصوم يزيده، وأخبرك الأطباء العدول أنه مزمن لا يرجى برؤه فإن عليك أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكيناً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني