الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من الحكمة هدم الأسرة بسبب هفوة من أحد الطرفين

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وزوجي ذو دين وأخلاق وملتزم ولله الحمد، لكن في الفترة الاخيرة بدر منه فعل لم يعجبني قط، وأنا أطلب الطلاق لأنه كذب علي، وهذا ما بدر منه: أول ما تزوجنا حدث اتفاق بيننا أنه لا يقبل مصادقة النساء على الفيسبوك، ولا يتحدث معهن مهما كانت الظروف، وأنا نفس الشيء مع الرجال، لا أقبل صداقة من أجنبي ولا أتكلم معه، لأن هذا شيء يقلق زوجي ويغضبه كثيرا، وقبل ذلك لا يجوز للرجل أو المرأة أن يتكلما مع الأجانب، وكان هذا مبدئي الذي تفاهمنا عليه حتى الأسبوع الفارط، حيث كان بيني وبينه خلاف، فانقطع التواصل بيننا، فلما دخلت على صفحته الخاصة وجدت عنده فتاة، وكانت صدمة كبيرة جدا، فتكلمت معها وسألتها من أين تعرفينه، فقالت إنه هو من بادرها بالكلام، لأنها كان اسمها على الفيسبوك (يا رسول الله)، فهو كتب لها أنه لا يجوز قول هذا، وكان كلامهم فيه الرموز المعروفة (smilie)، وهذا لم يعجبني أبدا، وصار عندي بركان غيرة، وبعد ذلك سألته عن الرقية ووصفت له حالها بأنها مريضة، فتمادى معها في الكلام، وظل يسألها عما تحسه والأعراض التي عليها، ويدعو لها بالشفاء، وتمادوا في الحديث في هذا الموضوع، مع العلم أنه ليس براق أو شيخ أو عالم أو داعية، فلجأت إليه لأستفسر منه، فأجابني بخشونة ولم يقدر غيرتي ولم يقدر الوعد الذي كان بيننا، وقلت له أن يبعث لي الكلام الذي دار بينهما، فأنقص ما أنقص وترك ما ترك، وقلت لها أن تبعث لي ما دار بينهما، فبعثت لي كل شيء، فاكتشفت أنه هو من بادرها بالكلام، واكتشفت أنه كذب علي، وأخبرني أنها هي من بادرته بالكلام، وأنه لم يكن يعلم أنها فتاة، رغم أني وجدت في كلامه أنه يقول لها (أختي)، فلم أستطع تحمل ذلك الكذب، ومرضت لأنه أخلف وعده لي، واعتبرت ذلك خيانة، ولم يطلب الاعتذار إلا بعد يومين، وقال إنه فعل ذلك لأننا كنا متشاجرين، فماذا أفعل؟ عندي شيء يقول لي اطلبي الطلاق، لأننا أصلا لا نعيش حياة مستقرة مع بعض، أنا أخطئ وأعترف بهذا، وهو كذلك، ولكني لم أعد أتحمل، ولنا طفلة تبلغ من العمر ستة أشهر، ونحن متزوجون منذ سنتين، وأشعر أن حبي له قل، فهل ما فعله يجوز؟ وبماذا تنصحوني؟
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك وتعاشريه بالمعروف، ولا ينبغي لك طلب الطلاق للسبب المذكور، فالطلاق ليس بالأمر الهين، ولو فُرض أنّ الزوج قد وقع في هفوة، فليس ذلك مسوّغاً لطلب الطلاق وهدم الأسرة، فهوني عليك الأمر، وارفقي بزوجك وتعاوني معه على طاعة الله واجتناب معصيته وسدّ أبواب الفتن وذرائع الشر، وأحسني ظنك بزوجك، واحذري من التجسس عليه والمبالغة في الغيرة، فإنّ عاقبة ذلك غير مأمونة.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني